.. هل يمكن القول ان الحكومات العربية "نَفَسها قصير"..؟؟ وإذا بدأت السير في موضوع ما.. سرعان ما تهدأ!!.. بل تنسي..!! مسألة جرائم الحرب التي ارتكبتها عصابات الصهاينة ضد أبناء فلسطين في غزة وقتل الأطفال والنساء والشيوخ والمدنيين بشكل عام.. السيقان والاقدام والأذرع التي بترت.. فقد الابصار لشباب وفتيات فلسطينيات في عمر الزهور..!!؟.. استخدام الأسلحة المحرمة دولياً.. كيف يمكن نسيان كل ذلك بسهولة.. وبسرعة..؟؟ .. تحركت الجامعة العربية وقدمت الشكاوِي مستندة علي التقارير التي تثبت انتهاك عصابات إسرائيل لكل المواثيق والقوانين والمعاهدات الدولية وفجأة نسيت الجامعة العربية هذا الموضوع الهام ولم تتابعه.. حتي نحن الكتاب تحمسنا.. ثم تبخر هذا الحماس تدريجياً.. في حين ان دولاً غير عربية مثل النرويج التي تحرك من بين أبناء شعبها ستة من المحامين ورفعوا دعوي ضد قيادات إسرائيل الذين ساهموا في هذه المذابح أمثال بصهيوني أولمرت وتلميذة الموساد في العمليات القذرة ضد قيادات الشعب الفلسطيني في فرنسا السيدة تسيبي ليفني وغيرهما من قيادات عسكرية حتي منظمات حقوق الإنسان الدولية مثل منظمة "هيومن رايتس ووتش" اعتبرت في بيان لها ان خلاصات التحقيقات الداخلية التي أجراها الجيش الإسرائيلي حول انتهاك القوانين الدولية خلال الحرب في قطاع غزة "تفتقر إلي المصداقية".. .. وقالت المنظمة في بيانها الذي صدر مؤخراً ان خلاصات الجيش الإسرائيلي حول سلوك قواته في غزة التي أعلنت في 22 أبريل 2009 تفتقر إلي المصداقية وتؤكد ضرورة "إجراء" تحقيق دولي حول الانتهاكات التي ارتكبتها إسرائيل. وقال مساعد مدير دائرة شمال إفريقيا والشرق الأوسط بالمنظمة في البيان ان هذه الخلاصات هي محاولة واضحة لطمس انتهاكات لقوانين الحرب من جانب القوات الإسرائيلية في غزة.. من هنا لابد من تحرك عاجل للدول العربية وجامعة الدول العربية لتحريك القضية لإجراء تحقيق دولي محايد حول جرائم إسرائيل ضد القانون الإنساني الدولي وضد كل اتفاقيات جنيف الدولية. .. ولا أعرف ماذا سيكون موقف الدول الأوروبية الصديقة لإسرائيل التي انسحبت من مؤتمر "ديربان 2" في جنيف لمجرد وصف إسرائيل بأنها دولة عنصرية وهو أمر حقيقي؟؟ .. هل ستتحرك بأسلوب محايد.. وكالعادة توافق علي إجراء تحقيق دولي..؟؟ أم وكالعادة ووفقاً لمبدأ الكيل بمكيالين سترفض..؟؟ .. واقع الأمر يقول ان هذه الدول وللأسف الشديد بصرف النظر عن تقدمها حضارياً واقتصادياً إلا انها وللأسف تخشي ان تغضب اللوبي الصهيوني وهي أي هذه الدول أصبح شكلها العام مخزياً أمام شعوبها وأمام الأصوات الحرة بها.. ولذلك لا أعول عليها الكثير.. ولابد أن يعتمد العرب علي أنفسهم من خلال تحرك مشترك ورؤية واحدة استراتيجية وان يضعوا في الحسبان ان المجتمع الدولي لن يقف بجوارنا فقط لسواد عيوننا... ولكن من خلال شبكة مصالح نخلقها نحن العرب مع دول العالم وخاصة في تلك الأيام التي يشهد فيها العالم أزمة اقتصادية خانقة.. فهل يستجيب الأشقاء العرب وينسون خلافاتهم البسيطة ويكونون علي مستوي المسئولية..؟؟ ويتحلون بسياسة النفس الطويل لردع إسرائيل..؟؟ الجمهورية المصرية