رغم تزايد عدد الحالات المصابة بحمى الضنك في مكةالمكرمة إلاّ أن جهود المكافحة التي تبذلها أمانة العاصمة المقدسة والشؤون الصحية بمكة ما زالت متواضعة ودون المستوى المطلوب خاصة وأن هناك حالات منومة في العناية المركزة وبعض الحالات قضت نحبها وأسلمت روحها لله عز وجل من جراء هذا الوباء القاتل الذي تنقله ( بعوضة إيديس إيجبتاي ) مع إيماننا بقضاء الله وقدره . لقد كشف التحقيق الصحفي المدعوم بالصور والذي أجرته صحيفة المدينة يوم الأثنين 26 / 3 / 1430ه مع عدد من سكان حارة أم قَضب حيث أصيب عدد من سكان الحي بالحمى القاتلة الأمر الذي اضطرهم إلى إبلاغ أمانة العاصمة المقدسة والشؤون الصحية عن البئر الواقعة داخل الحي الذي يشكل مصدر رئيسي لتكاثر البعوض الناقل لحمى الضنك . وقد باشرت الجهات المعنية الموقع وأغلقت البئر المذكور لمدة أسبوعين فقط إلاّ أنه في فترة الإغلاق كان عمال البئر يقومون بتعبئة الوايتات بعد انتهاء الدوام الرسمي متحدين بذلك التعليمات الرسمية لإنعدام المتابعة الجادة من قبل الجهات المسؤولة . ولا ندري لماذا لم يُتخذ أي إجراء حازم بردم هذا البئر وغيره من الآبار في الأحياء السكنية التي تعد بؤر لتوالد البعوض الحامل للفيروس القاتل في ظل تزايد عدد المصابين والمنومين في المستشفيات بما فيهم عدد الوفيات بسبب حمى الضنك ؟ والحقيقة أن معظم الآبار الواقعة داخل الأحياء السكنية وخارجها يديرها أجانب وبعضهم من المخالفين لأنظمة الاقامة الذين لا يهمهم مصلحة الوطن والمواطن . ونحن نستغرب تساهل الجهات المسؤولة في إعطاء التصاريح بحفر الآبار داخل المخططات السكنية والسماح لها ببيع المياه لأصحاب الوايتات وما تحدثه هذه الوايتات من إزعاج للسكان ناهيك عن إتلاف طبقة الاسفلت والارصفة وتكوين المستنقعات التي تساعد على تكاثر البعوض . إن الوضع الراهن يحتاج إلى وقفة حازمة من الجهات المسؤولة لتكثيف عملية رش المبيدات الحشرية وردم المستنقعات وقفل الآبار الواقعة داخل الأحياء السكنية مثل حارة أم قَضب ، ومخطط السلولي ، وبطحاء قريش والمعيصم ، والزاهر وغيرها من الأحياء السكنية حفاظا على صحة المواطنين وحمايتهم بعد الله عز وجل من هذا الوباء القاتل . نسأل المولى الكريم أن يوفق جميع المسؤولين لما فيه خير البلاد والعباد . والله المستعان . مكةالمكرمة ص ب 2511 [email protected]