يقول عنوان القاعدة رقم أربعة «اقبل نفسك» وكفى! لكن قبول النفس اليوم صار أصعب وأقسى من قبول الآخرين عند الكثير من الناس، فقد صار قبولنا لأنفسنا كما نحن بدون تعديل أو تغيير هي اشق مهمة في الحياة ربما. فحسب الكتاب لمؤلفه «ريتشارد تمبلر» فإنك إن قبلت بأن ما حدث حدث، فسوف تقبل نفسك كما هي، ولن يسعك أن تعود إلى الوراء لكي تغير شيئا، اي ان عليك أن تعمل من واقع نفسك. فمجرد القبول هو البداية وهو الأهم، ويقول المؤلف: ليس عليك أن تحسن نفسك، أو تتغير، أو تناضل من اجل المثالية، وإنما العكس تماما، فقط اقبل بنفسك. لكن ماذا يعني القبول بالنفس كما هي؟ الكتاب يشير ببساطة الى ان هذا يعني أن تقبل كل عقدك، ومشاكلك العاطفية، كل الجراح الأليمة، كل الضعف، وكل ما تموج به نفسك، وهذا لا يعني أيضا اننا كلنا سعداء بكل ما فينا، وإننا سوف نخلد إلى الكسل ونعيش حياة سيئة، وإنما يعني إننا سوف نقبل ما نحن عليه، وسوف نسعى للتحرك والمضي قدما من هذا المنطق. وحسب هذا الكلام فالغالبية الساحقة من الناس متشابه، فالإنسان مفعم بالرغبات والمخاوف والذنوب وكل ما هو مثير للشفقة، تأتي الأخطاء والمزاج السيء والانحراف والتردد والتكرار، اي لا يملك احد أن يكون مثاليا مهما كان عظيما. لكن في كل يوم علينا الاختيار، وهو ليس له بديل، وهو الكفاح من ما هو أفضل. المطلوب منا كما يقول المؤلف أن تكون على استعداد لفعل الصواب وعلى استعداد لتقبل أنفسنا في بعض الأيام، وسوف نعجز في أيام أخرى على أن نعجز على الصواب ولكن لا بأس لا تنقض على نفسك، لملم شتات نفسك وابدأ ثانية وتقبل فشلك من وقت لآخر وتذكر انك بشر. والمأساة الحقيقية إننا نسى كثيرا تذكر ذلك! الأيام البحرينية