تعد الظواهر الجوية الحادة ومنها العواصف الرعدية الشديدة وما ينجم عنها من أمطار غزيرة تسبب في حدوث السيول العنيفة التي تؤدي الى كثير من الخسائر المادية والبشرية, ومنها الإنجرافات الأرضية وتهدم بعض المنازل القديمة ونفوق الكثير من الأرواح البشرية والحيوانية. كما تؤدي الظواهر الجوية العنيفة إلى حدوث 80% من الكوارث الطبيعية على مستوى الكرة الأرضية. وقد أشير في الدورة التاسعة والخمسين للجمعية العامة للامم المتحدة الى قرار اتخذته الجمعية العامة بناء على تقرير اللجنة الثانية عن الكوارث الطبيعية وقلة المناعة إزاءها. وقد أشارت اللجنة عن قلقها العميق إزاء الزيادات الأخيرة في تواتر وعنف الظواهر الجوية الشديدة الوطأة وما ترتبط بها كم كوارث طبيعية في بعض مناطق العالم, وما تحدثه من آثار اقتصادية واجتماعية وبيئية وصحية جمة, لا سيما في البلدان النامية. كما تضع اللجنة في اعتبارها ضرورة معالجة الظواهر الجوية الشديدة الوطأة وما يرتبط بها من كوارث طبيعية والحد منها بصورة منسقة وفعالة. وتؤكد على الحاجة الى وضع وتنفيذ استراتيجيات للحد من المخاطر بما فيها التأهب لمواجهة الكوارث والتخفيف من حدتها, واستحداث نظم للإنذار المبكر على جميع المستويات, والى هذه الآسترتيجيات في الخطط الإنمائية الوطنية, وبخاصة من خلال تنفيذ الإستراتيجية الدولية للحد من الكوارث,وذلك لتعزيز مرونة السكان في مواجهة الكوارث والحد من إخطارها عليهم وعلى سبل عيشهم وعلى البنية التحتية الاجتماعية والاقتصادية والموارد البيئية. ولقد أدت العاصفة الرملية التي تعرضت لها منطقة الرياض يوم الثلاثاء الماضي 13/03/1430ه إلى إضرار ومخاطر كبيرة منها تعرض سكانها إلى حالات مرضية كثيرة أدخلتهم المستشفيات وحدوث الكثير من حوادث المرور والتي أدت إلى كثير من الإصابات في الأرواح والتلفيات في المركبات. وتعطل الكثير من الرحلات الجوية بعد توقفها بسبب الرؤية الأفقية. وتأثر الكثير من القطاعات الحكومية والأهلية لتفاجئهم بهذه العاصفة الرملية الشديدة ومنها قطاع التربية والتعليم. ولقد قامت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة بإنشاء إدارة الطوارئ لمواجهة الأزمات البيئية والكوارث الطبيعية في مقر الرئاسة. كما قام صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن ناصر بن عبدالعزيز فارس البيئة يوم 07/03/1430ه بافتتاح المركز الإقليمي للحد من خطر الكوارث للتدريب والبحوث في مقر الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا, الذي يجسد مدى الاهتمام الإقليمي والدولي لمواجهة الحد من أخطار الكوارث من خلال الشراكة بين الإطار الحكومي الدولي/الأممالمتحدة والإطار الحكومي العربي/جامعة الدول العربية والأكاديمية العربية حسب تصريح فارس البيئة صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن ناصر بن عبدالعزيز الرئيس العام للأرصاد وحماية البيئة. لذلك يستوجب على الجهات المعنية في الدولة ومنها وزارة الداخلية ممثلة في الدفاع المدني ووزارة التخطيط والرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة وضع إستراتيجية وطنية لمواجهة الكوارث البيئية والطبيعية الشديدة. العمل على إنشاء هذه الإستراتيجية وتضمينها في الخطط الاغاثية للدولة وأن يكون ذلك بشكل سريع ودون تباطىء لتفادي الكثير من الخسائر في الأرواح والممتلكات والمحافظة على اقتصادنا الذي هو عماد حياتنا بعد الله تعالى. * وقفه :يا خلود البيئة يا خالدة في قلبي: لفارس البيئة صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن ناصر بن عبدالعزيز كلمته التي أظهرت مدى أهمية الحدث التي أشار فيها في افتتاح المركز الإقليمي للحد من خطر الكوارث للتدريب والبحوث حيث قال " إن المآسي الإنسانية والخسائر التي تنتج من الكوارث تعتبر عائقاً أمام النمو الاقتصادي والاجتماعي....". [email protected] استاذ الكيمياء المشارك بجامعة ام القرى رئيس فرع جمعية البيئة السعودية بمكة المكرمة