أطلق صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن ناصر بن عبدالعزيز الرئيس العام للأرصاد وحماية البيئة في جدة مساء اليوم فعاليات يوم الأرض واليوم العالمي للأرصاد ضمن مشاركة المملكة العالم في هاتين المناسبتين. وقد بدأ الحفل الخطابي الذي أقيم بهذه المناسبة بآيات من الذكر الحكيم رتلها القارئ فيصل زقزوق . ثم ألقى صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن ناصر بن عبدالعزيز الرئيس العام للأرصاد وحماية البيئة كلمة بهذه المناسبة أشاد خلالها بما اتخذته المملكة ولأول مرة في يوم السبت 27 مارس 2010 بالمشاركة في يوم الأرض حيث شاركت المجتمع الدولي في هذه المناسبة من خلال تخفيض الطاقة الكهربائية في مدنها بهدف تقليص حجم انبعاثات الغازات الدفيئة الناجمة عن المصانع ووسائل النقل المختلفة وغيرها والمسببة في حدوث ظاهرة الاحتباس الحراري . وعبر سموه عن عظيم سروره برعايته لمثل هذه الأحداث العالمية وتواجد نخبة من رجالات البيئة ليشهدوا مشاركة المملكة ممثلة في الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة العالم أجمع للاحتفال بيوم الأرض العالمي ال40 تحت عنوان (من أجل التغيير) والذي يأتي متزامناً مع اليوم العالمي للأرصاد ال60 تحت شعار (العمل من اجل سلامتكم ورفاهيتكم) مستشهدا بقول الله تعالى (منها خلقناكم وفيها نعيدكم) وقوله تعالى (ولا تفسدوا في الأرض) مضيفا سموه أن الله سبحانه قد خلق الأرض وسخرها للناس وقدر فيها أقواتهم رحمة بهم وهداية لهم إلى سبل الرشاد ثم دلهم بها على قدرته وربوبيته ورحمانيته قال تعالى ( وسيخلفكم في الأرض فينظر كيف تعلمون ) . وقال سمو الرئيس العام للأرصاد وحماية البيئة " بهذه المناسبة نحتفل مع المنظمة العالمية للأرصاد الجوية ومنظومة مرافق الأرصاد الجوية على نطاق العالم باليوم العالمي للأرصاد الجوية حيث تشارك جميع دول العالم الاحتفال بهذا اليوم في رحاب رؤية ترسم أفاق تنموية لتحديد ملامح خدمات الأرصاد الجوية لذلك فإننا مدعوون جميعا لمواجهة التحديات الكبرى التي تواجهنا وذلك من خلال تعزيز مرافق الأرصاد وتطويرها كماً وكيفاً وبلورة أنشطتها في خطط وبرامج عمل فعال والهدف من ذلك تشجيع التعاون بين الدول في مجالات توحيد مقاييس الرصد الجوي وعمليات المراقبة الجوية وتشجيع التبادل السريع للمعلومات والبحث العلمي والتدريب في علم الأرصاد الجوية والموضوعات ذات الصلة . وأكد سموه إن المنظمة العالمية للأرصاد تقوم بدورها الرائد في الجهود الدولية الرامية إلى رصد وحماية البيئة من خلال برامجها بالتعاون مع وكالات الأممالمتحدة الأخرى واللجنة الوطنية للأرصاد الجوية والهيدرولوجية كما تقوم المنظمة العالمية للأرصاد الجوية بدعم تنفيذ عدد من الاتفاقيات البيئية وتسهم بدور فعال في تقديم المشورة وإجراء تقييمات للحكومات بشأن المسائل ذات العلاقة والأنشطة التي تساهم في ضمان التنمية المستدامة ورفاهية الأمم وقامت المنظمة بالتعاون مع برنامج الأممالمتحدة للبيئة ( يونيب ) على تكوين اللجنة الدولية للتغيرات المناخية وهي المسؤولة مباشرة عن إنشاء لجنة رصد الغلاف الجوي العالمي . واعتبر سموه الظواهر الجوية الحادة من أقسى العوامل الطبيعية المؤدية إلى حدوث المخاطر والكوارث الطبعية في بعض مناطق المملكة سنوياً ينجم عنها خسائر وأضرار جسيمة على الصعيدين البشري والمادي وتتسبب في العديد من المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والصحية وتتعرض الكثير من الدول الغنية والفقيرة على حد سواء بتلك الظواهر الجوية وحيث من المستحيل دفع تلك المخاطر أو الكوارث ومنع حدوثها إلا أنه بالإمكان في وقتنا الحاضر العمل على الحد من أتساع تأثيراتها والتقليل من الخسائر والأضرار التي تنجم عنها وذلك بتطبيق أحدث وأدق التقنيات لرصد الطقس والتوقعات الجوية . وشدد على أن المملكة العربية السعودية ممثلة في الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة أولت أهمية بالغة لدراسة فيزياء الغلاف الجوي بالتعاون مع المراكز العالمية المتخصصه وخبرات المنظمة العالمية للأرصاد الجوية في دراسات مكافحة التصحر والجفاف والعواصف الترابية والرعدية وزحف الرمال وأبحاث استمطار السحب للتعرف على أفضل الممارسات لمواجهة التحديات والمشاكل المرتبطة بأحوال الطقس وما ينجم عنه من ظواهر جوية عنيفة وقد دأبت الرئاسة على تطوير أنظمتها الأرصادية بما يتناسب مع التطورات العالمية في هذا المجال ودعمت مراكزها الإقليمية في مناطق المملكة بكل التقنيات الحديثة اللازمة لرصد حالة الطقس والظواهر الجوية المصاحبة للتقلبات الفصلية المتوقعة كما تقدم الرئاسة للجهات المختصة والمستفيدة في تلك المناطق معلومات هامة ( بالتنوية والتنبية والتحذير) وكانت بعون الله تعالى عوناً لهم في توخي المخاطر الناجمة عن تلك الظواهر الجوية التي عانت منها المنطقة مؤخراً. وبين سموه أن الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة لا تستطيع وحدها حل كل المشكلات والتحديات البيئية التي تواجهنا ولكن يجب علينا جميعاً كما علمنا ديننا الإسلامي الحنيف وما تمليه علينا إنسانيتنا التضافر والتعاون فيما بيننا كل فيما يخصه واضعين نصب أعيننا وتفكيرنا أن البيئة هي حياتنا وسعادتنا وتقدمنا وبالتالي يجب الحفاظ عليها وصون مواردها الطبيعية قائلا سموه : آن الأوان للإسراع في اتخاذ التدابير لمواجهة تلك التحديات وذلك بتطبيق النظام العام للبيئة ولائحته التنفيذية وعمل الأبحاث والدراسات العلمية وتعزيز كفاءة استخدام الطاقة المتجددة والنظيفة وتبني المبادرات الخضراء والتي تعد فرصة محورية بالنسبة للجهات الحكومية والشركات والأفراد على العمل معاً جنباً إلى جنب . وأضاف صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن ناصر بن عبدالعزيز يقول : إن إعلان المبادرة التاريخية الكريمة من لدن خادم الحرمين الشريفين حفظه الله في الأمس القريب عن إنشاء مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والطاقة المتجددة ولتمثل رافداً لأبحاث الصرح العالمي في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية حيث ستسهم المدينة في دعم و رعاية وتطوير البحث العلمي والكفاءات البشرية المتخصصة وتوطين التقنية من أجل بناء قاعدة علمية تقنية في مجال توليد الطاقة السليمة الغير تقليدية التي سوف يتم استخراجها عبر هذه المدينة ستساعد المملكة والعالم كله لإيجاد طاقة خضراء نظيفة لا تؤثر على البيئة مما تعزز صناعة الكهرباء وإنتاج المياه المحلاة وتساهم في حفظ غازات الاحتباس الحراري والانبعاث الكربوني ومواجهة التغير المناخي . اثر ذلك شاهد سموه والحضور عرضاً مرئياً بعنوان (محاكاة الظاهرة الجوية لكارثة سيول جدة والإنذار المبكر) قدمه وكيل شؤون الأرصاد بالرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة الدكتور سعد المحلفي تناول خلاله الظاهرة الأرصادية التي تأثرت بها مدينة جدة وتسببت في سيول اجتاحت جزءا من المدينة . بعدها شاهد الجميع عرضا مرئيا من الرئاسة بعنوان (مسح تلوث شواطئ محافظة جدة) وعرض آخر لمشروع السحابة السوداء من إعداد كلية دار الحكمة بجدة . بعدها كرم صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن ناصر بن عبدالعزيز الرعاة والمشاركين في الفعاليات . حضر الحفل عدد من المسؤولين والمختصين والخبراء والأكاديميين المعنيين بالعمل البيئي والأرصادي في المملكة . الجدير بالذكر أن يوم غد الإثنين ستستأنف بمشيئة الله تعالى فعاليات الاحتفال بيوم الأرصاد العالمي ويوم الأرض العالمي بجلسات عمل ومحاضرات تستهل بكلمة لصاحب السمو الملكي الأمير نواف بن ناصر بن عبدالعزيز الرئيس التنفيذي لجمعية البيئة السعودية فيما يخصص أيام الثلاثاء والأربعاء والخميس لفعاليات تنظيف الشواطئ وبعض أحياء محافظة جدة بمشاركة 1000 متطوع يمثلون شرائح المجتمع المختلفة .