يقبل اليمنيون على مشاهدة كل وسائل الاعلام والثقافة المتاحة. ويعرفون الكثير عن الغرب وفنونه عبر التدفق الكبير لمنتجاته الفكرية والفنية والابداعية. سواء كان ذلك من الاذاعة والتلفزيون والسينما أو من الاسطوانات والاقراص الممغنطة والأشرطة المسجلة وحتى نغمات الهاتف واصوات التحذير المصاحبة للسيارات أو أدوات التنبيه المختلفة.وبإمكان بعض الشباب في اليمن أن يرقصوا جماعيا على حركات الهيب هوب الأفريقية الأمريكية بنفس المهارة التي نبتت فيها هذه الرقصات في الشوارع الخلفية للمدن الكبرى. لكنهم يعرفون القليل عن الزير والخبيتي والصهباء والسامري والدحة والقادري ورقصة السيف والعزاوي التي تنتشر لدى البلد الجار السعودية. ويعرف الجيران في السعودية القليل أيضا عن الرقص الصنعاني والشرح اللحجي والرزف الكوكباني وعن رقصات تهامية مثل امشنب، وامشرجي، والبتريش، والهندمة، والهقفة، أو رقصات من شبوة ، كالمثقال والهبيش والزربادي وبني مغراه و الدوغية والغياظي والدربوكة ورقصة الكاسر، أو رقصات منوعة من مختلف اليمن كالدعسة والموج والسارع والشرح والنعشة والهصعة والطمرة والدبزة و القطمي، والليوه، ورقصات المزمار، ورقصات البرع..الخ. وفي الفعاليات الثقافية السعودية التي تمت خلال اواخر شهر فبراير في صنعاء وعدن وحضرموت تمكن بعض ممن حالفهم الحظ بالمتابعة التلفزيونية أو الحضور من التعرف على جوانب من الفنون الراقصة والفنون البصرية التشكيلية والإبداع الروائي والقصصي والشعري لدى مجموعة من المبدعين والفنانين والمثقفين من الرجال والنساء من السعودية. سينما خطوات اولى على الدرب تضمنت الفعاليات الثقافية السعودية عرضا مسرحيا، ومجموعة من الافلام السينمائية القصيرة. وتاريخ السينما في اليمن والسعودية ودول الخليج بشكل عام تاريخ يقوم في الغالب على الفرجة والمشاهدة أكثر من المساهمة أو المشاركة. فالنهضة السينمائية كصناعة التي تطورت في أمريكا واوربا والهند، لم تحدث محاولات ناجحة شبيهة لها في العالم العربي الا في مصر. وتراوحت هذه الصناعة الفكرية الثقافية الابداعية في الساحة العربية بين التردد والمحاولات الخجولة، والإقدام مرة والإحجام في الغالب. لهذا أتصور أن تقديم مجموعة من هذه الافلام القصيرة في الفعاليات الثقافية السعودية في اليمن دلالة بداية حركة تتوجه نحو الدخول في جانب من هذه الصناعة ولو حتى بالحد الأدنى الممكن منها. فالمسألة لا تتعلق فقط بميزانيات ضخمة للسينما وبكوادر فنية مختلفة وبأجهزة متطورة بل أيضا بمناخ ثقافي وسياسي ملائم. لقد كانت الانشطة الثقافية المتنوعة التي تم تقديمها في اليمن نافذة مفتوحة على جوانب عادة لا يتعرض لها المهاجرون اليمنيون الذي يبقون هناك ويعودون بمعرفة محدودة عنها، فلا ينقلونها ولا يتبنونها.وهي أيضا جوانب قد تغطيها أجهزة الاعلام الرسمية، ولكن في عالم الفضائيات اليوم قليل من الناس من يعتبر القنوات الرسمية مصدرا للتسلية أو المعرفة مقارنة بهذا الكم الهائل من القنوات , لذا يظل الاتصال المباشر والمهرجانات المتبادلة خير الوسائل لتعميق التعارف والفهم للآخر القريب. [email protected]