وقف الناظم على أطلال وآثار مساكن أهله بقريتهم (رابغ) ونظر ما شملها من التطور والحضارة فتذكر ما تذكر: يقول أبو الطيب المتنبي: لك يا منازل في القلوب منازل=أقفرت أنت وهن منك أواهل ونقول: ما كان ينسى للمنازل فضلها=إلا خساس في الرجال أراذل هي ديرتي ما عشت أذكر خيرها=لو أنها قاع جديب وقاحل يا رابغ الذكرى ويا أنشودتي=يا أنت يا ذاك الشباب الراحل من (كوز بعبود) نعلّ ونرتوني=ومن بئره (المصنوع) تسقى القوافل كان الغبار شعارها ودثارها=والجو من فرط الرطوبة قاتل لكنها مهما جفتنا دارنا=كلام محب لست فيه أجامل اسرّح طرفي حيث كانت بيوتنا=وليس بها إلا الطلول المواثل هنا بيت جيراني وبرج دجاجهم=وكلب أمام الباب عنه يصاول وللقارش الرمّاح ظل ومربط=وللأعنز العجفاء ظل مماثل هنا مسجد لكن بدون بناية=جريد على أركانه وهلاهل وليس له ظل يصلون تحته=وليس به فرش يقي وحنابل أناس يؤدون العشاء جماعة=وليس لهم بعد الصلاة مشاغل ولا يدركون الظهر والعصر من غد=فحمدان فلاّح وأحمد عامل يصلون في أسواقهم وزروعهم=بها الماء في البرميل والظل مائل نفوس عليها من رضا البال مسحة=وما عكرتها في الحياة مشاكل فما كان ضنك العيش يخلف طبعهم=فكل يقاسي دهره ويناضل وما جاع جار بينهم مع فقرهم=وذاك إخاء صادق وتكافل لكل امرئ دور على قدر جهده=فما قصروا يوما ولا هم تكاسلوا صبرتِ على اللأواء صبرَ مؤمل=وما عاش باللأواء إلا القلائل سملتِ على الأيام يا دار أهلنا=بأمن وتسقيك المزون الهواطل نعم عشت في تلك العشاش وكان لي=مخارج فيما بينها ومداخل فأنت معق الرأس مهد طفولتي=وفيك أصيحابي القدامى الأوائل وقد شملتها نهضة وحضارة=وجدت أمور بعدنا ومسائل شبابك في طول البلاد وعرضها=مناصبهم كبرى عليهم دلائل ويُحسب في وقت اللزوم حسابهم=وتجمعهم عند الكبار المحافل فيا مرحبا يا قريتي وحبيبتي=أفاخر مزهوا بها وأجادل وفي عهد عبدالله تفتح صدرها=ترحب بالآتي لها وتبادل وقامت صناعات تشكل قفزة=تبز قرينات لها وتطاول تقول بلادي للتطور حيهلا=له موقع رحب وبالناس آهل تصحصح بعد النوم تطوي فراشه=وللقادم البسام منها التفاؤل حدائق في احيائها ذات بهجة=ونخل وزرع يانع ومشاتل ورصف واسفلت بطول دروبها=وأعمدة الأنوار فيها مشاعل عمائر بالأدوار في كل شارع=بها كل شيء كامل متكامل فيا حبذا التحديث في اي مرفق=تقاسمه الصنوان وادٍ وساحل