إذا كانت هناك معاناةٌ إنسانيةٌ حقيقيةٌ تتجسَّدُ على أرض الواقع، فإحدى صورها معاناة سكان أربعة منازل يسكنون قرية تمايا التابعة لمحافظة رابغ، الذين صاموا هم وأطفالهم رمضان هذا العام في الحرِّ الشديد نهارًا والظلام الدامس ليلاً بدون كهرباء، مثلما صاموا رمضان الماضي بالمعاناة ذاتها، مع أن منازلهم لا مُمانعة عليها من أية جهة، ولا يفصلها عن مسار التيار سوى 1500متر، الذي يمرُّ قريبًا منهم ليتجاهل خدمتهم، ويخدم جيرانهم منذ رمضان 1430ه، مع أنهم تقدّموا بطلب إيصال التيار لكهرباء رابغ مع مَن تقدّموا، وتمَّ تخطيط مسار التيار إلى منازلهم، وأُخذت المقايسات اللازمة له، فيا كهرباء جدة استشعروا، ثم ارأفوا، ثم ارحموا معاناة سكان تمايا وأطفالهم، الذين صاموا رمضانين متواليين في الحر الشديد وهم ينظرون إلى جيرانهم يصومون في غرف مكيّفة الهواء، تضيئها الكهرباء، ولمّا كان الشيء بالشيء يُذكر فإن ذات المعاناة نجدها تتكرر في قرية الحامضة التابعة لمحافظة رابغ، حيث تمَّ إيصال التيار لبعض المنازل، وتُركت منازل أخرى دون تيار، مع أن كهرباء رابغ أوصلت التيار لاستراحات لا تُسكن إلاّ في الإجازات، وتجاهلت منازل مأهولة في حاجة ماسّة للتيار، فهل المواطنون سواسية في إيصال التيار، أم للانتقائية اعتبار؟! عبدالله عتيق صيَّاف البلادي - رابغ