** المرأة مخلوق رائع من مخلوقات الله التي أودع فيها من إعجازه الكثير , فهي نموذج الجمال البشري المادي من حيث التكوين الجسدي المتميزة به ,والذي جعلها تتصدر قوائم المرغوب والمطلوب و(القاتل والمقتول لأجله) , وهي مصدر الحنان والتضحية والرقة , كما تميزت المرأة بذكاء غير عادي , ذكره الله سبحانه في القرآن الكريم , بل أن الذكاء قد يتفوق على جمالها فيصبح هو نقطة الإغراء الأقوى التي تملكها وتجعلها حلما لأي رجل ! . ** ولكن بعض النساء تشوه هذه الصورة المثالية بما تفعله من تصرفات شاذة ,فتجر الويلات على نفسها وعلى غيرها ممن لا ذنب لهن .. فتتذبذب مكانتها على قائمة المرغوب حتى تصل إلى المكروه , وتنفر منها النفوس السوية, وإلا من الذي يحب المرأة المسترجلة ؟! التي يعلو صوتها فوق الأصوات ,وتبدو في الأماكن العامة كعلم في رأسه نار .. تجادل وتناقش , بل وتضحك ضحكة تختلط فيها الأنوثة برجولة مهزوزة حتى يحار السامعون في هذا الرجل الذي يقلد النساء في ضحكته وحال لسانهم يقول :والله ما عاد فيه رجال في هذا الزمان ! . ** ولا ألوم الرجال الذين يقودون سياراتهم ويحدقون في سيارة محددة ويتسابقون إلى الوقوف بجانبها عند أقرب إشارة,, فربما فيها امرأة خرجت لتشغل الناس بهوايتها المفضلة وهي الإغراء .. ولكني لا ألومهم حقا لأنهم كانوا يحدقون في امرأة تجلس في المقعد الخلفي للسيارة وقد لفت الجريدة بشكل اسطواني وصارت تضرب السائق على رأسه وكتفه وهي توجهه إلى الطريق ! ناهيك عما تفعله هذا النوع من النساء في منازلهن , فهي تهمش رأي الجميع ,تقاطع هذا وتصرخ على ذاك , تقرر وتنفذ وكأنها المخلوق الوحيد الذي يملك عقلا في محيطها ! . ** والمحزن أن المرأة من هذا النوع تتخبط , فلا هي المخلوق الرقيق الملائكي ولا هي الرجل الخشن الجرئ, ثم لا تلبث أن ترمي الناس بنظرات ملتهبة ثاقبة من خلف دخان كثيف ,وكأنها تتوعد من يستنكر ما تفعله , وتسوء الأمور عندما تبدأ بالسعال المستمر يصاحبه حشرجة مزعجة تذكر كل من يراها برجل مدخن قد عرفه يوما ما . ** وفي أماكن العمل منهن كثير , يؤمن بأن مبدأ القوة ( العين الحمراء ) والصراخ والردود الجافة والرفض المستمر يحفظ حقوق الموظفة . ومما يشجع على رواج هذا الاعتقاد وظهور جيل المقلدات ؛ أن الجميع في مكان العمل يتجنب الاحتكاك بهن , بل قد تتعمد المديرات عدم توجيه الأعمال لهن , ومداراتهن ومجاملتهن تحاشيا لما يحدثه هذا النوع من الموظفات من مشاكل , وقد اعتقدن أن الدوائر الحكومية في البلد تسير بلا نظام ؛ فوضعن نظام يحفظ لهن ( رجولتهن ) . إن المرأة مناضلة خطيرة , تعمل بجهد قد يفوق طاقتها الجسدية , ويتعدى حدودها الاجتماعية ؛ فهي تلد وتربي وتشارك الرجل هموم الحياة المعنوية والمادية ( يعني تعين وتعاون ) وتصنع لنفسها مملكة خاصة , وتتفانى في حماية أفرادها سواء الأولاد أو الزوج , وتبقى دائما في حالة قلق وتوتر خوفا على سلامتهم من أي خطر أو ضرر . وكلما تميزت الأسرة ونجحت في مجالات الحياة ؛ أصبحت محط الأنظار ومضرب الأمثال بين الناس , وهنا يبدأ قلق المرأة يزداد من تلك العيون التي تحوم حولها , وتتوجس من الحسد , بل قد يصبح زوجها صيدا سهلا لأي راغبة أو طامعة , وخاصة أنها تتفنن في (تلميعه). وهنا تدق أجراس الخطر ! وتقع بعض النساء في حيرة شديدة بين الوصول إلى ما يقرب من الكمال في العناية بالزوج والأسرة , وبين الخوف من حسد الآخرين ومكائدهم , وتبدأ في تفكير عميق تغوص فيه إلى أعمق نقطة سوداء قد تقابلها في رحلة البحث المضنية , البحث عن دواء مضاد لشرور الناس , متناسية القضاء والقدر , ومرددة لآيات التحصين دون وعي أو إيمان بقوتها بإذن الله على الحماية ! حتى يدلها تفكيرها إلى حيلة ذكية وخبيثة لطرد الأرواح ( الملقوفة ) التي تحوم حول زوجها وهي خدعة الشكوى ! فلا تترك فرصة سانحة إلا وقامت تشتكي من الزوج البخيل , العصبي , النكد , المنطوي. وقد تزيد ( العيار ) فتتهمه ( بطولة العين واليد معا ) والاتهامات تتطور وتزيد حسب الحضور ؛ فإذا كانت الموجودات نساء غير متزوجات أو مطلقات فالزوج المسكين يتحول من رجل وقور دائم الصلاة في المسجد كريم إلى مدخن , صاحب كيف , راعي قهاوي , واحتمال (حق حريم) !! صحيح من الحب ما قتل ؛ فهذه المرأة تحب زوجها وتخاف عليه ,وأوجدت لنفسها مسوغا لما تفعله , المهم أن تسير المركب بهدوء . ولكن المرأة ( المتذاكية ) نسيت أن ما تردده عن زوجها (ولو فيه من الصحة ما فيه) قد ينتشر ويتناقله الجيران وزملاء العمل من خلال زوجاتهم , بل ويسري بينهم كما تسري النار في الهشيم , لا سيما والزوجة هي مصدر الأخبار ؛ وهنا ينفر الآخرون من الزوج , ويتجاهلونه , ويلوكون سيرته , ويرددون كلما رأوه ( من برا الله الله ومن جوا يعلم الله ) وقد يشعر المسكين بعداء الناس ونفورهم , فيبادلهم الموقف انتقاما لكرامته , وتقع القطيعة بينه وبين جيرانه وزملائه وحتى أقاربه ! كل ذلك وهو لا يعلم أن المدبر لهذه الشبكة التي التفت حول عنقه هي تلك المخلوقة الناعمة التي تستقبله بابتسامة وادعة جميلة .