** ورق.. ورق: هكذا يبدأ الإنسان مشوار حياته بورقة ميلاده وتنتهي بورقة وفاته ،وبين الميلاد والوفاة هناك سلسلة من الأوراق التي تشكل حياته. فهناك ورقة التعليم ثم ورقة الانتهاء من التعليم ثم ورقة التوظيف.. ثم ورقة الزواج. وورقة الطلاق ثم تدخل في قائمة ورقة الفواتير. فاتورة الهاتف. فاتورة الماء. فاتورة الكهرباء. فاتورة الصرف الصحي. تبيع بورق وتشتري بورق تذهب إلى أي إدارة حكومية أو غير حكومية لا يمكن أن يتعرف عليك إلا عن طريق الورق. استلام راتبك بورق فالذي سوف يسلمك "راتبك" لا يصدقك الا بورق واذا كنت متقاعدا لا يمكن ان يتعرف عليك وبأنك على قيد الحياة إلا بورق إثبات حياة مع أنك من يتحدث معه وأنك أنت لا غيرك الذي يقف أمامه.. أبداً لابد من الورق الذي هو الصادق لا أنت. وأثناء دراستك لابد من الورق الذي يثبت نجاحك من فصل الى فصل ومن مرحلة تعليمية الى مرحلة تعليمية اخرى كل ذلك بورق. أن تسافر فهذا يحتاج الى ورق يثبت أنك أنت المسافر لا أحد غيرك. حتى بعد وفاتك بعد عمر طويل. إن شاء الله يدخل الورثة في سلسلة من الورق ابتداءً من ورقة الطبيب التي تثبت الوفاة وكأن هذه الجثة المسجاة غير صادقة ثم ورقة الجهات المسؤولة عن الدفن ثم ورقة إثبات الورث وغير ذلك من الورق. إن حياتنا مجموعة "ورق" ليتحول الإنسان إلى كتلة بشرية ولكن من ورق ...عجبي!!