يحصل بين الزوجين أحياناً زوبعة تشتعل من أبسط المواقف لتتحول إلى أكبر المشكلات، تهدد عش الزوجية، وأشد ما تكون تلك التي تأتي في منتصف العمر، فالرجل عندما يمضي قطار العمر به وبزوجته عقوداً من الزمن يبدأ الملل، ومشوار البحث عن طريقة لملء فراغات لم يكن يلتفت إليها أثناء حياته، ويتسلل حُب المغامرة إلى مشاعره شيئاً فشيئاً خاصة كلما سمع عن زواج فلان وعلان ويتخيل نفسه داخل الكوشة، أما الزمن الذي سارت زوجته معه بحلو الأيام ومرها فيغيب عن ذاكرته ويتجاهل تلك السنين التي لم يتمكن خلالها من صقل عواطفه ولا الاستفادة بما مر به من خبرات قد اكتسبها فيما مضى من حياته، ولا ينتظر ليحصد أفضل ما في سنين التغيير.ولا يفيق إلا على عجلة الزمن وهي تسحبه للوقوع في قاع ذكرياته المُرة فقط، فلا يتمكن إلا من اتباع ميوله المكتسبة لبدء حياة جديدة معتقداً بأنها ستنتشله من السأم والملل المسيطر عليه، وتأتي مرحلة البحث عن عروس جديدة تتضامن في مشاعرها مع الزوج المظلوم وتعده بليالي العسل وهي لا تعلم أن العسل المُر هو في انتظارها ولو بعد حين! ليت الرجال يعلمون أن الزوجة أم الأولاد لم تخمد جذوتها بعد ولكن عين الزوج هي التي طالت واتسعت حتى أصبحت ترى نساء كثيرات تتحلى بمواصفات كانت مخفية وأظهرتها عين التلفاز في كل المناسبات، تبدأ من نشرات الأخبار إلى المسلسلات، فتأتي المقارنات الظالمة فما يراه ليس إلا تجميل و إبهار و لا يمت للحقيقة بصلة و مع ذلك تزوغ عين المسكين أكثر وأكثر عند رؤية السافرات من النساء والتي تكتظ بهن الأسواق.هذه الشطحات تحتاج إلى مواقف رجولية، وعلى الزوج إصلاح ما يمكن إصلاحه لتسير سفينة الحياة بسلام على مرفأ أعتاب بيت الزوجية فهو القائم على إصلاحه أو المتسبب في هدمه فالكلمة الفاصلة في يده وعلى لسانه يحملها بين فكيه أينما ذهب، وما حملها له إلا من يعلم تكوينه وقوته. فلماذا قتل الزوجة بأخرى تأخذه جاهزاً خالصاً وحيداً وعياله تتحملهم أمهم المكلومة بزوج ميت في حياتها حي مع رغباته. هل يرضى الزوج بأن تحمل زوجته لقب زوجة مع وقف التنفيذ؟ فهي مهجورة متروكة مع عدد من الأطفال ووالدهم ينعم بحياة جديدة بين أحضان السعادة المؤقتة، ليترك الرجل شطحاته ويُصلح من حياته قدر ما يستطيع، قبل أن تكتشف زوجته المرتقبة العسل المُر.