حقاً شيء يدعو للانتباه والحذر . . فالناس الآن وقبل الآن احياناً يتصرف البعض منهم وكأنه مالك الارض وما عليها . . والادلة واضحة وجلية . . والناس كل الناس يمشون فوق الارض . . واقوالهم وتصرفاتهم ومعاملاتهم الظاهرة والمستترة وكأنهم مخلدون . . لا حسيب . . ولا رقيب . ومنذ فترة كنت مريضا اتردد على الاطباء والمستشفيات وانظر كثيرا للوجوه الشاحبة واسمع الانفس الملتاعة واسأل احيانا هذا الرجل الذي مر من امامنا ولم يقرؤنا السلام . . ولم يبتسم في جوهنا . . ويبدو على ملامحه وكأنه يسأل نفسه هؤلاء الجالسون امامي منتظرون الدخول الى الطبيب المعالج . . هل انا وهم متساوون في الصحة والمرض والامل والرجاء . . ! ٭ ٭ وأكاد ان اقول له . . مهلاً . . هؤلاء وانتم وهم سواء . . لا فرق . . لك عينان واذنان ولسان ينطق . . !! وتلك هي المشكلة التي احتارت فيها البشرية !! والبشرية كما تفهمون وتسمعون محتارة في بعض التصرفات والاقاويل ولسان حالهم يقول معقول هؤلاء البشر لا يفهمون ولا يعتبرون . . ذلك الآن من وسيلة الفهم هو الحرص على ان تكون التصرفات التي يمارسها بعض هؤلاء البشر مستقيمة وواعية . . ورشيدة . . " أفلا يعلم اذا بعثر ما في القبور وحصل ما في الصدور ان ربهم بهم يومئذ لخبير " . لكن هذا الانسان له من اسمه نصيب . . ينظر الى ما حوله وما يدور حوله من ارهاصات بشرية لكنه عفى الله عنه لا ينظر ايضا الى ما بعد لحياة ومن هم هؤلاء الذين اشادوا . . وكيف انتهوا وعلى ماذا انتهوا . . لان داء النسيان للاسف استحوذ على المدارك والمسامع والنظرات البعيدة . . وربما غشي البصر والبصيرة اشياء كثيرة واهمها ما يقوله اصحاب التجارب الذين يؤكدون ان لكل شيء بداية . . ولكن لكل شيء نهاية . . ومن هنا يبدأ العد العكسي . . بمعنى انك ايها الظالم . . ايها المتعالي . . ايها المتغطرس الجبار كن حذرا . . وكن على ثقة بانك غدا او بعد غدا ستقف امام الميزان . . امام الحق العدل والسراط المستقيم . . ووقتها . . وحينها لن تجد ما يقف معك سوى عملك سوى تصرفاتك . . سوى نظراتك للانسانية . . ولن يكون هناك مستشارون ولا مقننون ولا فصحاء يبطنون في انفسهم شيئاً آخر غير الذي ينطقون . . وحذار ان تخدعك الاماني فتظن انك ايها الظالم المتجبر سيأتي من يساعدك او يقف معك . . لان المظلومين والمضطهدين يصرخون بأعلى ما يملكون من اصوات . . هذا هو من ظلمنا . . وهذا من اخرنا وقهرنا . . ولهذا قال المجربون اصحاب البديهة الحاضرة والنفس الواثقة " يجب على كل من لا يدري متى يباغته الموت ان يكون مستعدا ولا يغتر بالشباب والصحة فإن اقل من يموت من يموت من الاشياخ، واكثر من يموت من الشباب " يعمر واحد فيغر قوما ٭ ٭ ٭ وينسى من يموت من الشباب " ٭ فيا ايها الظالمون الذين يمشون فوق الارض وكأنهم خالدون مخلدون . . حذار . . حذار فذلك مما يمليه عليهم عدوالانسان المعروف ذلكم هو الشيطان الرجيم . ٭ ويا أمان الخائفين وحسبنا الله ونعم الوكيل .