الصحافة لسان المجتمع وعينه ورئته التي يتنفس من خلالها فإنها تطالعنا من حين إلى حين بكثير من الملاحظات حول الأداء المتدني لكثير من الأمانات والبلديات وهذا يدل على ضرورة اتخاذ إجراءات حاسمة وعاجلة لمعالجة تلك المخالفات والملاحظات . ذلك أن مجرد وقفة مع النفس ونظرة إلى الواقع المعاش ولمحة في الآثار التي تترتب على بعض السلبيات من قصور واضح وجلي في أداء الأمانة وأخص بالذكر هنا أمانة مدينة جدة بوصفي أحد سكانها الذين يعيشون أمالها وآلامها وشؤونها وشجونها . فقد سرحت بفكري بعيداً ونظرت إلى تلك القضايا التي يمكن أن تقام ضد أمانة مدينة جدة من المواطنين المتضررين من الحفريات والمطبات والتحويلات وتلك البثور والثآليل التي تملأ وجه العروس فهذه سيارات قد تعطلت وأصابها الخلل والدمار من جراء حفرة وسط الشارع سببتها الأمطار ولسوء التنفيذ في المشروع سرعان ما تكشف المستور فظهرت تلك الحفرة كمصيدة للسيارات تهشم أجهزتها وتعطل حركتها، وكم من رجل أو امرأة أصيب بانزلاق غضروفي أو كسر في رجله أو ذراعه أو إصابة في وجهه من جراء ما يقع من حوادث سيارات بسبب تلك المطبات والحفر وكم من طفل تضرر بسبب الوقوف المفاجئ أو الانحراف عن مصيدة وسط الشارع - عبارة عن حفرة - فكم من حوادث اصطدام بين سيارتين أو أكثر بسبب الاستعمال المفاجئ للكوابح أو بسبب انحراف المركبة لتفادي حفرة تمددت بخبث وسط الشارع فاغرة فاها للضحية .؟ ! تصورت إن كل إنسان تضرر من ذلك ، فتعطلت سيارته لهذا السبب أو أصيب في بدنه أو أصيب أحد أفراد أسرته بأضرار من جراء ذلك ، وقد توجه إلى مقاضاة الأمانة بسبب إهمالها وقصورها وتراخيها في تنقية الطريق وتهاونها مع المقاولين في ذلك ، فكم من محامي قد تحتاجه الأمانة للدفاع عنها ، وكم مبالغ سيتم اعتمادها لصرف التعويضات عن هذه الأضرار ، وكم من مدة سيتم فيها تلافي هذا القصور وردم هذه الحفر وتسوية الشوارع والطرق على وجه الإتقان ؟ ! .بل كم قاضي ومستشار قد يتفرغ للفصل في هذه القضايا، لدى جهات التقاضي التي ستنظر هذه القضايا؟ .وكم من مبالغ مالية ستعود للمتضررين ويستفيدون منها ، لأنه سبق وأن دفعوها من عرق جبينهم ومدخراتهم ، لورش السيارات ووكالات قطع الغيار بسبب لا ذنب لهم فيه، ثم بعد ذلك كم من مقاول من مقاولي الأمانة سترتعد فرائصه وتهتز مشاعره ويرجف قلبه، لكون الأمانة ستعود عليه بالتكاليف والتعويضات التي كان هو السبب فيها لسوء التنفيذ، وكم من موظف في الأمانة سيطاله العقاب لأنه استلم المشروع وهو معيب دون تدوين ملاحظات وربما استلم المشروع دون الشخوص على الطبيعة؟ ! أسئلة كثيرة وكثيرة وحائرة وخطيرة، ولكن الإجابة عليها ستبقى غائبة ما بقيت تلك الحفر والمطبات تفترش الشوارع والطرقات .وستبقى ما بقيت المشاريع رهينة للعشوائيات وستستمر طالما كانت المسؤولية مجرد مظاهر وشكليات ! قد يقول قائل : وكيف يستطيع المتضرر أن يثبت أركان المسؤولية في التعويض " خطأ وضرر وعلاقة سببية " ؟ ! فنقول أن ذلك ميسور فالحوادث تقع على مرأى ومسمع كثير من مستخدمي الطريق ، ولن يعدم المتضرر حينئذٍ من طريقة يثبت بها وقوع الضرر عليه ، وحينها لكل حادث حديث . فهل تنتظر الأمانات والبلديات حتى يقوم المتضررون بمطالبتها بالتعويض عن مثل هذه الحوادث .أم ستقوم بمراقبة المقاولين ومحاسبتهم كما ينبغي عن أخطائهم ومخالفاتهم وإهمالهم؟ ! آمل أن يتم ذلك وكفى الله المؤمنين القتال .فلا قضايا ولا تعويضات ولا جدال، ولكن مشاريع بلا إهمال ومدينة تختال، كالعروس في الجمال . اللهم وفق ولاة أمرنا لما فيه رفعة هذا البلد ومواطنيه ولما تحبه وترضاه إنك ولي ذلك والقادر عليه . ص ب 9299 جدة 21413 فاكس : 6537872 Sfa_10 @hotmail .com