عززت الشرطة السويدية عناصرها في العاصمة ستوكهولم الجمعة لإنهاء الاضطرابات التي اندلعت في ضواح تسكنها أغلبية من المهاجرين الأحد الماضي، كما اعتقلت 13 شخصا ليصل عدد المعتقلين على خلفية تلك الإضرابات إلى 29 شخصا. وأعلنت الشرطة السويدية الجمعة اعتقال 13 شخصا تتفاوت أعمارهم بين 17 و26 عاما بينهم ثمانية أشخاص في ضاحية ألفيسجو جنوب البلاد حيث أشعل المحتجون النار في مركز شرطة وخربوا مركزا اجتماعيا. وأعلن المتحدث باسم الشرطة كيل ليند غرين أن التعزيزات قدمت من ثاني وثالث أكبر مدن السويد، وهما غوتبورغ ومالمو، مشيرا إلى أن الدوريات التي شارك فيها الأهالي من الضاحية ومتطوعون من هيئات للسكان ساهمت في خفض حدة التوتر. رغم ذلك تعرضت عشر سيارات للحرق ليل الخميس/الجمعة، وأعلن عن اندلاع حرائق سرعان ما أخمدت في ثلاث مدارس ومخفر للشرطة في الأحياء الفقيرة لضاحية ستوكهولم التي تسكنها أكثرية من الأجانب. وتحدث رجال الإطفاء عن 70 عملية تدخل خلال الليل لإخماد حرائق اندلعت في سيارات وعربات نقل أو مبان، وهذا المجموع أدنى من 90 عملية تدخل في الليلة السابقة. وفي حي رينكبي الذي تعيش فيه غالبية من المهاجرين الفقراء، أحرقت خمس سيارات كانت متوقفة الواحدة إلى جانب الأخرى. وفي جوردبرو، بالضاحية الجنوبية، امتد حريق سيارة إلى مركز تجاري وألحق به أضرارا فادحة. كما أحرقت ثلاث سيارات أخرى في ضاحية نورسبورغ، فيما أخمد حريق في مخفر للشرطة في أليفسيو، وذكر عناصر الشرطة في مدينة سودرتيليي بضاحية ستوكهولم أن مثيرين للشغب هاجموهم بالحجارة. وقال شاب يؤكد أنه شارك في الأحداث إنه تحرك احتجاجا على البطالة والعنصرية في هذه الأحياء. وأضاف "أحرقنا سيارات وألقينا حجارة على الشرطة وسيارات الشرطة، لكن هذا أمر جيد، فالناس الآن يعرفون أين هو حي هاسبي، وهذه هي الطريقة الوحيدة لإسماع صوتنا". ويُعتقد أن هذه الاضطرابات ناجمة عن قيام الشرطة بفتح النار في 13 مايو/أيار الجاري على رجل يبلغ من العمر 69 عاما في ضاحية هوسبي، حيث يُعد 80% من قاطنيها -البالغ تعدادهم 12 ألف نسمة- من المهاجرين، ونسبة البطالة فيها مرتفعة. واتهمت جماعات من المهاجرين الشرطة بالإفراط في استخدام القوة، لكن الشرطة قالت إن الرجل كان يحمل سكينا وأطلقوا النار عليه دفاعا عن الذات. وحث رئيس الوزراء المحافظ فريدريك راينفيلدت على التزام الهدوء، بينما عزا وزير الاندماج أريك أولينهاغ أعمال العنف الحالية إلى ارتفاع نسبة البطالة والعزلة الاجتماعية في المناطق ذات الغالبية من المهاجرين في البلاد. ودفعت التوترات سفارتي الولاياتالمتحدة وبريطانيا إلى تحذير رعاياهما من الذهاب لمناطق الشغب. يذكر أن ضاحية رينكبي شهدت في العام 2010 أعمال عنف لليلتين على التوالي، بينما أثار مئات الشبان في العام 2008 أعمال شغب ضد الشرطة في مالمو جنوب احتجاجا على إغلاق مركز ثقافي إسلامي. المعروف أن السويد باتت بفضل سياسة الهجرة الليبرالية التي تعتمدها إحدى أبرز الوجهات التي يقصدها المهاجرون إلى أوروبا، حيث استضافت في العقد الماضي مئات آلاف المهاجرين من العراق وأفغانستان وسوريا والصومال والبلقان ومن دول أخرى أيضا