أعلنت الشرطة في استوكهولم أنها ستطلب تعزيزات، بعد ليلة خامسة توالياً من شغب في أحياء يقطنها مهاجرون، شمل إحراق سيارات ومدارس ومتاجر ومخفر للشرطة. وبدأت الاضطرابات الأحد الماضي في ضاحية هاسبي، بعدما قتلت الشرطة مسنّاً (69 سنة) كان يحمل ساطوراً في الشارع، ما أغضب شباناً زعموا تعرّضهم لعنف من الشرطة. وخلال الليلة الأولى من الشغب، قال ناشطون إن الشرطة نعتتهم ب «متشردين وقرود وزنوج». وأثار الشغب الذي هزّ صورة السويد، كونها بلداً مسالماً ينتهج المساواة، جدلاً واسعاً حول اندماج المهاجرين الذين يمثلون 15 في المئة من السكان، لكن قسماً ضخماً منهم يواجه صعوبة في تعلّم اللغة والعثور على وظائف. وأظهرت دراسة حكومية أُعدّت حديثاً، أن حوالى ثلث الشبان الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و29 سنة في بعض أفقر المناطق في كبرى المدن السويدية، لا يدرس أو يعمل. واعتبر خبير علم الاجتماع في جامعة مالمو ايي كارلبورن، أن سكان المناطق ذات الغالبية من المهاجرين يعيشون غالباً معزولين عن المجتمع السويدي، لافتاً إلى أن «العيش منذ الشباب في أماكن تعاني تمييزاً، يمكن أن يكون صعباً جداً من نواح عدة. قد لا يكون هناك أي اتصال مع غيرهم من السكان، وأعتقد غالباً بأن ليس لديهم إدراك كافٍ للمجتمع السويدي». ونسب وزير الاندماج إريك أولينهاغ العنف إلى ارتفاع نسبة البطالة والعزلة الاجتماعية في المناطق ذات الغالبية من المهاجرين. وأُرسلت أجهزة الإطفاء إلى أكثر من 70 موقعاً في استوكهولم وضواحيها، لإخماد حرائق أُشعلت في حوالى 30 سيارة ومستوعبات شحن ومركز تجاري وثلاث مدارس ومخفر للشرطة، كما رشق مشاغبون شرطيين بحجارة. لكن الناطق باسم الشرطة كيال ليندغرين أشار إلى «تراجع في حدة» العنف، لافتاً إلى توقيف 13 شخصاً. وأعلن أن الشرطة تنوي أن تطلب تعزيزات من مناطق أخرى، لمساعدتها في التعامل مع الشغب والأمن خلال مباريات كرة القدم وزفاف الأميرة مادلين الشهر المقبل. وأضاف أن على الشرطة الاستعداد لوجود كثيف في الشوارع، وزاد: «سنفعل ذلك لأيام وأسابيع، طالما دعت الحاجة». وذكر قائد شرطة استوكهولم ماتس لوفينغ أن منفذي الشغب هم من الشبان، لافتاً إلى «أن مجموعة صغيرة من المجرمين المحترفين تستغل الوضع لارتكاب جرائم». لكن أولف يوهانسون، نائب قائد شرطة استوكهولم، قلّل من أهمية الأحداث، مؤكداً أن العاصمة «لا تحترق وعلينا النظر إلى الوضع بموضوعية». وعام 2010، شهدت ضاحية رينكبي أعمال عنف لليلتين على توالياً، فيما أثار مئات الشبان عام 2008 شغباً ضد الشرطة في مالمو جنوب البلاد، احتجاجاً على إغلاق مركز ثقافي إسلامي.