- محمد أحمد - بدأ الفلسطينيون في اعتماد أسلوب جديد من المقاومة الشعبية السلمية يتمثل في بناء قرى "الباب" على أراضيهم المهددة بالمصادرة واستيلاء السلطات الإسرائيلية عليها. ففي ثاني محاولة لهم، نجح نشطاء فلسطينيون مع عدد من أهالي قرية بيت إكسا شمال غربي القدس في إقامة قرية "باب الكرامة" على أراضي بيت إكسا المهددة بالمصادرة، بعد تجاوز الحاجز العسكري المقام على مدخل القرية، والوصول إلى خربة العلاونة المطلة على مدينة القدسالمحتلة. ونجح النشطاء إلى جانب أهالي القرية، بنصب خمس خيام في المنطقة المذكورة، وشرعوا على الفور ببناء مسجد القرية من الطوب الذي تمكنوا من إيصاله إلى المنطقة، بأقصى سرعة ممكنة، حتى لا تباغتهم قوات الاحتلال وتمنعهم من مواصلة العمل. وبعد الانتهاء من نصب الخيام، توزع النشطاء والأهالي داخلها، وأكدوا أن قريتهم الجديدة "باب الكرامة" ستصبح إحدى القرى الفلسطينية الصامدة في وجه الاحتلال في غربي وشمال غربي القدسالمحتلة، ولن يسمحوا بهدمها كما جرى في قرية "باب الشمس". وقال رئيس المجلس القروي لبيت إكسا كمال حبابة، إن الهدف من بناء قرية "باب الكرامة" في تلك المنطقة، الحيلولة دون قيام قوات الاحتلال بتنفيذ قرارها بالاستيلاء على أراضي القرية لبناء مزيد من المستوطنات، ولتكون ثاني قرية فلسطينية تبنى في مواجهة الاستيطان الذي يهدف للإطباق على مدينة القدس. وجاءت إقامة قرية "بيت الكرامة" في بيت إكسا احتجاجاً على مصادرة السلطات الإسرائيلية لأراضي القرية، وكذلك احتجاجاً على هدم قرية "بيت الشمس" الأسبوع الماضي. غير أن القوات الإسرائيلية اقتحمت الجمعة قرية "باب الكرامة" الفلسطينية بعد محاصرتها لبعض الوقت. وأوضح حبابة أن قرية بيت إكسا، التي يقطنها 1500 مواطن تعاني عدم وجود أي توسع خدماتي أو عمراني منذ سنوات طويلة، مشدداً على أن السلطات الإسرائيلية عملت منذ عام 1960 على الاستيلاء على الأراضي من خلال إعلان أراضي قرية بيت اكسا مناطق عسكرية وحظرت البناء فيها. وحولت السلطات الإسرائيلية باقي أراضي القرية إلى محميات طبيعية عن طريق ما يسمى "قانون أملاك الغائبين"، ما أدى إلى سلب حقوق سكانها بالبناء وعزلها عن شمال غربي القدس، وقَطعت طريقها مع القدس وحتى رام الله. وبعد بناء الجدار العازل عام 2002، تم الاستيلاء على البقية الباقية من أراضي بيت إكسا وعزلها تماماً، كما حُظر دخول أهالي القرى المجاورة إليها، لتأتي إسرائيل بقرار الاستيلاء على 456 دونماً قبل نحو أسبوعين، بغية ضم الأراضي لمستوطنات "راموت" و"جفعات شاؤول" وغيرها.