تظاهر اليوم الأحد المئات في تعز للتعبير عن رفضهم لأي تسوية مع الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح "قد تنتقص من تضحياتهم وتساوي بين الضحية والجلاد"، وأعلن الحوثيون تسلم أسرى من السعودية، وجاء ذلك قبل يوم من انطلاق المحادثات بين أطراف الأزمة اليمنية في الكويت. يأتي ذلك عشية إنطلاق مباحثات الكويت. وطالب المتظاهرون في تعز بالاهتمام بقضية مدينتهم في محادثات الكويت، والعمل على فك الحصار المفروض على المدينة من قبل الحوثيين وقوات صالح. ورفع المشاركون في المظاهرة شعارات تؤكد أن الهدنة لم تبدأ بعدُ في تعز، وشددوا على موقفهم المبدئي الرافض لانقلاب الحوثيين على السلطة، وطالبوا باستعادة الدولة، ومحاكمة المتورطين في أعمال القتل وانتهاك حقوق الإنسان، ورفضوا أي وجود لمليشيات الحوثي وصالح في تعز. وفي عدن، وصلت مجموعات من المواطنين من عدة محافظات جنوبية استعدادًا للمشاركة في مظاهرات مساء اليوم تستمر إلى يوم غد في ساحة العروض بالمدينة، بالتزامن مع بدء محادثات الكويت، للمطالبة باستقلال المحافظات الجنوبية عن المحافظات الشمالية. وتشهد بقية المحافظات اليمنية هدوءا وترقبا حذرا لما ستسفر عنه المحادثات بين الأطراف اليمنية بالكويت خصوصًا بعد فشل جولتين سابقتين من المفاوضات رعتهما الأممالمتحدة في سويسرا. انتقال سياسي وفي الشأن السياسي، قال مراسل الجزيرة في الكويت إن الأممالمتحدة بدأت ترتيباتها لعقد جلسة المشاورات بين الأطراف اليمنية غدا الاثنين في قصر بيان. وأضاف المراسل أن وفد الحكومة اليمنية للمشاورات وصل بينما لم يُعرف حتى الآن موعدُ وصول وفد الحوثي-صالح. من جهة أخرى، قال وزير الخارجية اليمني عبد الملك المخلافي لوكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ)، إن وفد الحكومة الشرعية مستعد لانتقال سياسي على أساس استكمال المبادرة الخليجية وبناء على مخرجات الحوار الوطني، وأوضح أن هذا المسار لن يستثني أحدا حتى الحوثيين. وأضاف الوزير أن "العالم يتطلع حاليا إلى الكويت لتكون محطة سلام لليمنيين". وتعهد بالعمل على تخفيف معاناة الشعب اليمني. وأعلن الجناح الموالي للرئيس المخلوع في حزب المؤتمر الشعبي العام دعمه للسلام في اليمن، وعبر عن أمله في أن تكثف "الأممالمتحدة ودولة الكويت وكل القوى الدولية الخيرة مساعيها لتثبيت وقف إطلاق النار (في اليمن) من أجل إنجاح الحوار". وكان الحوثيون على لسان المتحدث الرسمي باسمهم ورئيس وفدهم لمحادثات الكويت محمد عبد السلام، قد أعلنوا موافقتهم على قرارات مجلس الأمن بخصوص الأزمة اليمنية، وأكدوا أنهم ليسوا مع بقاء السلاح خارج إطار الدولة، في إشارة ضمنية إلى موافقتهم على تسليم السلاح الثقيل إلى الدولة، وفقا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216. الحوثيون والسعودية من جانب آخر، أعلن المتحدث باسم الحوثيين، أنهم تسلموا عصر اليوم ثلاثين شخصا من الجانب السعودي، وأوضح في بيان على صفحته بموقع فيسبوك أن 14 منهم تم أسرهم في الجبهات الداخلية بمحافظتي مأرب والجوف، شمال شرقي اليمن. وأشار عبد السلام إلى أن الباقين تم احتجازهم في السعودية على ذمة قضايا أخرى لم يحدد ماهيتها، ولم يصدر تعليق رسمي من الجانب السعودي حول الموضوع. وأسفرت وساطات بين الحوثيين والسعودية منذ مطلع مارس/آذار الماضي عن تهدئة للقتال وإبرام عدة عمليات لتبادل أسرى وجثث قتلى من الطرفين. كما أسفرت الوساطات عن نزع الحوثيين لنحو ألف لغم من الشريط الحدودي مع السعودية، ودخول مواد إغاثية إلى معاقل الحوثيين في صعدة بشمال اليمن، وفقا لمصادر في الجماعة تحدثت لوكالة الأناضول. وأعلن المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، الشهر الماضي عن موافقة الأطراف اليمنية على هدنة في جميع أنحاء البلاد، بدأت يوم 11 أبريل/نيسان الجاري، على أن يعقبها مفاوضات سلام في الكويت تنطلق غدًا الاثنين، لإيجاد حل للأزمة التي تشهدها البلاد منذ أكثر من عام. ولم تتمكن محادثات الأممالمتحدة في يونيو/حزيران وفي ديسمبر/كانون الأول من إنهاء الحرب التي قتل فيها نحو 6200 شخص، وسمحت لمقاتلي تنظيم القاعدة بالسيطرة على أراض وفتحت طريقا لمقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية ليكون لهم موطئ قدم في البلاد.