كشف مصدر مسؤول ل«الشرق الأوسط»، أن قيادات أمنية متورطة في تسريب معلومات حربية خطيرة، لميليشيات الحوثيين وحليفهم علي عبد الله صالح، ومن أبرز تلك المعلومات التي يجري تمريرها، المواقع المستهدفة من قوات التحالف التي تنسق فيها مع قيادات في المقاومة الشعبية بعدن، إضافة إلى أن هذه القيادات الأمنية تقوم بتمرير السلاح عبر الحدود للانقلابيين أعداء الشرعية كما وصفهم المصدر. وقال المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه، بأن القيادات الأمنية تدير بشكل غير مباشر عمليات الحوثيين في عدد من الجبهات التي تخوض المقاومة فيها معارك شرسة، وفي نفس الوقت تعمل بشكل مزدوج مع السلطة المحلية كي تبعد الشبهات عن أعمالها، الأمر الذي دفع مسؤولين من المقاومة إلى رصد تحركات هذه القيادات والأعمال التي يقومون بها تمهيدا لمحاكمتهم بعد أن تفرض المقاومة كامل سيطرتها بالتنسيق مع قوات التحالف على جميع الجبهات. وأضاف المصدر أن التعامل مع هذه القيادات في الوقت الراهن حذر تحسبا من وقوع مخاطر عسكرية على المقاومة في إفشاء بعض الأسرار العسكرية، خاصة السجن المؤقت للمقاومة الذي خصص لوضع أسرى الحرب من الحوثيين، إضافة إلى بعض مواقع القوة التي تتحكم فيها المقاومة ومنها غرفة العمليات المشتركة، لافتا إلى أن عددا من أفراد المقاومة الشعبية يعملون كأفراد للاستخبارات بالمفهوم الحديث لرصد هذه التحركات المشبوهة من بعض القيادات. ميدانيا وقبل أن تسجل عدن أطول فترة هدوء تجاوزت السبع ساعات من نهار الاثنين، الذي أرجع سببها بحسب المقاومة الشعبية، إلى تحليق طيران التحالف في أجواء عدن، الذي سبقه قصف لعدد من الجبهات، التي تسيطر عليها ميليشيات التمرد للحوثيين وصالح، شهدت دار سعد اشتباكات عنيفة حققت فيها المقاومة الشعبية جملة من الانتصارات أبرزها الاستيلاء على عدد من الدبابات العسكرية بعد فرار الحوثيين من مواقع التماس، إضافة للحرائق التي اشتعلت في عدد من الآليات العسكرية، في حين صمدت المقاومة الشعبية في وجه ميليشيات الحوثيين ومنعها من التقدم نحو الجعولة. وقال أبو محمد المدني عضو المقاومة الشعبية المنسق الإعلامي إن المقاومة الشعبية تمكنت أمس من إغلاق الطريق البحري في خور مكسر تماما أمام أي حركة دخول أو خروج، وذلك بهدف منع تسلل أفراد ميليشيات الحوثيين الذي رصد في مواقع متفرقة، إذ يقومون بانتحال شخصيات مدنية أو مسعفين للفرار من الجبهات، موضحا أن هذه الأعمال رصدت خلال الأيام الماضية وتحديدا مع عودة قصف قوات التحالف بشكل مكثف، الأمر الذي زرع في داخل الأفراد الخوف بعد اعتقادهم أنهم كسبوا المعركة. وأضاف العدني أن صلاح الدين شهدت وخلال اليومين الماضيين معارك عنيفة مع الحوثيين الذين يستميتون للدخول إلى البريقة، ونجحت المقاومة في صدهم، ودفعهم للتراجع إلى ما وراء عمران لمسافات بعيدة، وهو ما مكن المقاومة الشعبية من تجميع قدراتها في مواقع التماس، وتعديل خططها في المواجهات المباشرة مع أخذ الحيطة والحذر والسرية التامة في مواجهة الحوثيين. ولفت المنسق الإعلامي إلى أن المقاومة بصدد شن هجوم مختلف من حيث القوة والخطط على مواقع في لحج، بعد أن رصد تواجد ضباط من الحرس الثوري الإيراني في مبنى في الحوطة، يقومون بعمليات تحقيق مع أسرى المقاومة الشعبية، إضافة إلى أن هناك تحركا بالتنسيق مع المنطقة الرابعة لتسريب معلومات تحصلت عليها المقاومة في عدن، لإخوانهم في تعز عن بعض المواقع المهمة التي يجب مباغتتها في هذه الفترة بالتزامن مع القصف الجوي. وفي الجانب الإنساني، ما زالت عدن تعيش حالة صعبة من قلة الموارد الأساسية، خاصة أن عددا من الجمعيات أعلنت في وقت سابق عدم قدرتها على تقديم المساعدات الإنسانية لنقص المخزون الاستراتيجي العام في العاصمة المؤقتة عدن، في حين تخوف مراقبون من انتشار الأمراض الوبائية مع نقص المستلزمات الطبية وقلة الكوادر في المستشفيات العامة التي تزدحم بالمصابين والمرضى. وسجل ائتلاف الإغاثة في عدن مخاوفه من ارتفاع عدد النازحين في الأيام المقبلة، إذ تشير التقارير الميدانية إلى أن هناك قرابة 600 ألف نازح من مناطق التماس إلى المناطق الآمنة يعيشون تحت خط الفقر.