أطاحت شعبة التحريات والبحث الجنائي بشرطة العاصمة المقدسة بثلاثة أشخاص؛ شكّلوا عصابة لسرقة السيارات المتوقفة بالشوارع والميادين بمكةالمكرمة، وبشكل خاص باصات "الكوستر"؛ ليتم طمس أرقام الهيكل عبر إحدى ورش التشليح في حي المقرح بشارع الحج، ومن ثم وضع لوحات قديمة، على هذه السيارات المسروقة من أجل بيعها أو تصريفها (تشليح). وهذه العصابة مكونة من ثلاثة سعوديين، أحدهم مسؤول متقاعد من جهة مهمة بمدينة جدة بالعقد الخامس، ومالي مهمته دق وطمس رقم الهياكل، وباكستاني سائق ناقلة سيارات. وبحسب التفاصيل التي حصلت عليها "سبق"، فقد تلقت الجهات الأمنية بالعاصمة المقدسة عدداً من البلاغات عن سرقة واختفاء سيارات قديمة من مواقفها بالشوارع والميادين، وكان يعتقد أصحابها أنها نقلت من خلال الحملة التي تنفذها الشرطة مع الأمانة والجهات الأخرى لإخلاء شوارع وميادين مكة من السيارات التالفة والقديمة، ولكن اتضح أن هذه السيارات اختفت تماماً. وكانت العصابة قد استغلت الحملة باستخدام ناقلة سيارات يقودها الباكستاني لتحميل هذه السيارات المسروقة والذهاب بها لورشه تشليح بحي المقرح بشارع الحج؛ ليقوم المالي بدق وطمس رقم الهيكل، وبعدها يتم وضع لوحات قديمة وغير مسجلة على هذه السيارة لبيعها (تشليح). وتقدم أحد المواطنين ببلاغ عن سرقة باص نوع "كوستر" من حي ريع بخش؛ وتولى ملف قضيته مركز شرطة أجياد، الذي رفع البلاغ لشعبة التحريات والبحث الجنائي، وعندها تم التوجيه بكشف معلومات هذه السرقات وضبط مرتكبيها. وتوافرت معلومات بحث وتحرٍّ أن الباص الكوستر الذي سرق من ريع بخش تم طمس رقم الهيكل له من قِبل العصابة، وقام أحدهم بالذهاب به لمدينة جدة وبيعه بمبلغ 35 ألف ريال، بينما قيمته الحقيقة تفوق 120 ألفاً. فتم مداهمة موقع ورشة التشليح بشارع الحج، وعثر بحوزتهم على ثماني سيارات مسروقة، جارٍ التعامل معها بالطريقة الإجرامية نفسها، وثلاث سيارات تم دق وطمس أرقام هياكلها. وتم إعداد محضر ضبط بالقضية، وتسليم المتهمين أطراف العصابة مع السيارات الموجودة وورشة التشليح لمركز شرطة أجياد، ولا يزالون رهن التوقيف والتحقيق قبل إحالتهم لجهات الاختصاص.