ألقت الدوريات الأمنية السرية بالعاصمة المقدَّسة القبض على عصابة سرقة وتشليح السيارات القديمة خلال العامَيْن الماضيَيْن. وتشير المعلومات الحصرية التي حصلت عليها "سبق" إلى أن العصابة المكوَّنة من سعودي ويمنيَّيْن مخالفَيْن لنظام العمل والإقامة ومهندس سيارات سوداني الجنسية قامت خلال العامين الماضيين بسرقة أكثر من 60 سيارة قديمة، وخصوصاً موديلات من 80 إلى 85، نوع ونيت وجيب شاص وجمس، وكانت تسرقها من مكةالمكرمة، ومن ثم الاتجاه بها عبر طرق برية إلى منطقة عشيرة شمال الطائف؛ حيث تقع ورشة المهندس السوداني الذي يقوم بتشليحها، ومن ثم بيعها قطع غيار، كما يقوم ببيع بعض السيارات الأخرى لأهالي المنطقة دون نقل ملكيتها، وغالبا ما يستخدمونها في المناطق الصحراوية ولأغراض رعي المواشي والتنقل دون المرور في المدن، لكن في المناطق البعيدة عن العيون التي ترصدهم. وخلال بيع إحدى السيارات لشخص بمبلغ 8 آلاف ريال، ولم يتم نقل الملكية، وبعد محاولات عدة من المشتري، لم يُحضر المهندس السوداني استمارة السيارة، وتم الاتفاق على إعادة المبلغ ورجوع السيارة للمهندس دون الشك في المهندس شريك العصابة. وخلال جلسة عشاء بمنطقة عشيرة ذكر المشتري السعودي قضيته مع السوداني المهندس المعروف بالمنطقة، وما انتهت إليه بإعادة المبلغ بالرغم من استخدام السيارة لأكثر من ستة أشهر دون اعتراض من المهندس السوداني، وكان ضمن الحضور في وجبة العشاء رجل أمن من الدوريات الأمنية السرية بالعاصمة المقدسة، لم تمر عليه القصة التي شرحها الضحية مشتري السيارة مرور الكرام، وطلب رقم اللوحة ومررها إلى إدارته بالدوريات الأمنية بالعاصمة المقدسة؛ ليتم اكتشاف أنها مسروقة. عندها قام رجال البحث والتحري بالدوريات السرية بمراقبة ورشة السوداني، التي تبعد عن مكةالمكرمة أكثر من 140 كيلومتراً، ولا تتبع منطقة عملهم، وتم رصد موقع التشليح في منطقة جبلية بعيدة عن الورشة بمنطقة عشيرة. وتم إعداد كمين للقبض على العصابة، وخصوصاً عندما تمت مشاهدة أكثر من 10 سيارات أمام الورشة، جميع لوحاتها تؤكد سرقتها من مكةالمكرمة، وفي أحياء عدة، وعليها بلاغات بمراكز شرطة بالعاصمة المقدسة. تم إلقاء القبض على المهندس السوداني، وعُثر بحوزته في التشليح على أكثر من 60 لوحة سيارات، جميعها مسروقة خلال العامين الماضيين، وكذلك قطع غيارات وعدد من وثائق السيارات المسروقة، واعترف بتعامله مع شاب سعودي ويمنيَّيْن في مكةالمكرمة لبيع وشراء السيارات، ولا يعرف أنهم يسرقونها. تم إلقاء القبض على الجميع، وجرى تسليم ملف القضية لمركز شرطة الجموم مع أطراف العصابة، وما زالوا رهن التوقيف والتحقيقات. وعلمت "سبق" أن العصابة عليها الكثير من البلاغات في جميع مراكز شرطة العاصمة المقدسة عن سيارات مسروقة تزيد على 60 سيارة، وهناك لجنة تحقيق سوف تباشر التحقيق مع العصابة وتكشف جميع السيارات المسروقة قبل إحالتهم للجهات المختصة.