قال الرئيس الأميركي باراك أوباما إنه يتعين على إيران الالتزام بتجميد يمكن التحقق منه لأنشطتها النووية لعشر سنوات على الأقل من أجل التوصل لاتفاق تاريخي حول برنامجها النووي. وأضاف أوباما في مقابلة مع رويترز بالبيت الأبيض الاثنين أنه "إذا كانت إيران مستعدة للموافقة على إبقاء برنامجها النووي على ما هو عليه الآن لهذه المدة وتقليص عناصر منه موجودة في الوقت الراهن، وحصلنا على وسيلة للتحقق منه فإنه لا توجد خطوات أخرى يمكننا اتخاذها لتعطينا مثل هذه الضمانة بأنهم لا يملكون سلاحا نوويا". وشدد على أن منع إيران من حيازة أسلحة نووية هدف مشترك للولايات المتحدة وإسرائيل، لكنه أكد وجود خلاف جوهري بين إدارته والحكومة الإسرائيلية حول كيفية تحقيق هذا الهدف. وأكد أوباما أن الخلاف مع إسرائيل بسبب الكلمة التي من المزمع أن يلقيها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الكونغرس اليوم الثلاثاء بشأن الاتفاق مع إيران هو خلاف عابر لن يكون له "ضرر دائم" على الروابط بين الولاياتالمتحدة وإسرائيل. من جهتها حذرت مستشارة الأمن القومي الأميركي سوزان رايس أعضاء الكونغرس من السعي إلى فرض عقوبات جديدة على إيران، قائلة إن مثل هذا التدخل قد يطيح بالجهود الدبلوماسية. وأضافت رايس في كلمة أمام لجنة الشؤون الأميركية الإسرائيلية (أيباك) أن "الكونغرس لعب. دورا مهما بشكل هائل في المساعدة في بناء عقوباتنا على إيران، لكن ينبغي له ألا يلعب دور المفسد الآن". وتأتي هذه التصريحات مع استئناف المفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني أمس الاثنين في مونترو السويسرية بلقاء بين وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الإيراني محمد جواد ظريف لحوالي 90 دقيقة في أول لقاء في الجولة الحالية من المحادثات النووية الإيرانية. وقال كيري للصحفيين في جنيف -في ما بدا أنها إشارة إلى كلمة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو- اليوم في الكونغرس "نحن قلقون من التقارير التي تفيد بأن تفاصيل منتقاة للمفاوضات الجارية سيجري مناقشتها علنا في الأيام المقبلة". ويقول نتنياهو إنه يخشى أن تؤدي الجهود الدبلوماسية التي يقوم بها الرئيس أوباما بشأن إيران بهدف إبرام اتفاق إطار في نهاية مارس/آذار إلى السماح لإيران بتطوير أسلحة نووية. ويستبعد مسؤولون أميركيون مثل هذه النتيجة من أي تسوية تعقب المفاوضات. وفي شأن المفاوضات الجارية مع إيران قال كيري للصحفيين قبل التوجه إلى مونترو "على إيران أن تتخذ اختيارات صعبة ضرورية"، مضيفا أن المكون الأساسي سيكون نظام تفتيش دولي صارما للتأكد من أن إيران لا تسعى لصنع أسلحة نووية، وهي التي لديها المعرفة بالفعل لصنع المادة الانشطارية، حسب قوله. من جهته وضع ظريف المسؤولية على الولاياتالمتحدة وشركائها في رفع العقوبات لتحقيق اتفاق. حيث قال للصحفيين في جنيف "إذا كانوا يريدون اتفاقا فإن كل العقوبات يجب أن ترفع".