أعلنت إيران أمس، أنها «متفائلة» بمستقبل مفاوضاتها مع الدول الست المعنية بملفها النووي، فيما قال مسؤول أميركي كبير ان القوى الكبرى تقترب من اتفاق نووي على «خطوة أولى» مع إيران. واضاف المسؤول انه من «الممكن جدا» التوصل الى اتفاق الاسبوع المقبل، مشيرا الى ان مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي كاترين آشتون ستلتقي وزير الخارجية الإيران محمد جواد ظريف في جنيف في 20 الشهر، يلي ذلك اجتماع القوى الكبرى وإيران في 21 و22 منه. ولفت الى ان التخفيف المحتمل للعقوبات الذي يجري البحث فيه في إطار اتفاق أولي أقل من النطاق الذي تردد بين 15 و50 بليون دولار. وكان ظريف تطرق إلى اتهام نظيره الأميركي جون كيري طهران بعرقلة التوصل إلى اتفاق في جنيف، قائلاً في إشارة إلى الغربيين «مهما حاولوا، لا يمكنهم تغيير الحقيقة». وأكد أنه «متفائل» بمستقبل المفاوضات، إذ «لا يمكن العيش بلا أمل، لكن هذا التفاؤل لا يمنع التعامل بعيون مفتوحة وواقعية». وتوقّع فشل «أي اتفاق لا يحظى بقبول إيران ولا يعترف رسمياً بحقوق شعبها ولا يكون على أساس الاحترام المتبادل والتكافؤ». أما مجيد تخت روانجي، نائب وزير الخارجية عضو الوفد الإيراني إلى المحادثات النووية، فأكد أن بلاده «لم تؤدِ أي دور في عدم التوصل إلى اتفاق خلال مفاوضات جنيف»، مضيفاً «واضح تماماً الطرف الذي أوصل المسألة إلى هذا الحد، لئلا يُبرم اتفاق نهائي». وناقش عباس عراقجي نائب وزير الخارجية رئيس الوفد الإيراني إلى مفاوضات جنيف، تطورات الملف النووي وجولة المحادثات المرتقبة الأسبوع المقبل، في اتصال هاتفي مع هيلغا شميد مساعدة وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون. في غضون ذلك، أشارت المندوبة الأميركية لدى الأممالمتحدة سامنتا باور إلى أن إدارة الرئيس باراك أوباما تحتاج إلى مزيد من الوقت، لا يتخلله تشديد العقوبات، لإبرام اتفاق مع طهران. وأضافت: «علينا اختبار هذا النظام». واعتبرت أن «أجيالاً من الشك» بين الولاياتالمتحدةوإيران، تشكّل إحدى أبرز العراقيل أمام التوصل إلى اتفاق. وسُئِلت باور عن حديث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو عن استغلال طهران الصبر الأميركي والدولي إزاءها، فأجابت أن الأمر ليس كذلك، معتبرة أن «المؤشر إلى أن هذه ليست صفقة جيدة» بالنسبة إلى إيران، هو أن الأخيرة لم توافق عليها بعد. وكان أوباما شدد على «إبقاء نواة العقوبات» على إيران، في أي اتفاق لتسوية ملفها النووي، مضيفاً: «هذا يمنحنا إمكان رؤية إلى أي مدى هم (الإيرانيون) جديون، ويعطينا ضماناً في إمكان إعادة العمل فوراً بالعقوبات الأخرى، إذا تبيّن خلال ستة أشهر انهم ليسوا كذلك». وذكّر بأنه أبلغ الكونغرس بأن «لا سبب لتشديد العقوبات، إذا أردنا فعلاً تسوية هذه المسألة ديبلوماسياً»، معتبراً أن «العقوبات فاعلة جداً ودفعت الإيرانيين إلى التفاوض». وكرّر أن «كل الخيارات مطروحة» في التعامل مع إيران، مستدركاً «في معزل عن قدرات جيشنا، الخيار العسكري هو دوماً معقّد وصعب وتترتّب عليه دوماً نتائج غير مقصودة». واعتبر أن حرباً مع الإيرانيين «لن تؤكد لنا انهم لن يضاعفوا جهودهم لامتلاك أسلحة نووية مستقبلاً». لكن وزير الاقتصاد الإسرائيلي نفتالي بينيت الذي يزور واشنطن، حذر من إبرام «اتفاق كارثي مع إيران»، معلناً رفض الدولة العبرية «المقامرة» بأمنها. وذكّر بأن «تاريخ (إسرائيل) يتحدث عن نفسه»، في إشارة إلى تدميرها مفاعلَين نوويين في العراق عام 1981 وسورية عام 2007.