عشية لقائه مجدداً وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في سويسرا، أعرب وزير الخارجية الأميركي جون كيري عن أمله بألا تتحوّل كلمة سيلقيها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أمام الكونغرس غداً، مباراة «كرة قدم سياسية كبرى». لكن الأخير أسبغ على مهمته في واشنطن بعداً «مصيرياً وتاريخياً»، محاولاً إحباط اتفاق قد يكون وشيكاً لتسوية الملف النووي الإيراني. (للمزيد) واعتبرت طهران أن خطاب نتانياهو «سيصبّ في مصلحتها»، اذ يعمّق «تصدعاً» بين واشنطن وتل أبيب، فيما أعلن البيت الأبيض أن الرئيس باراك أوباما سيستخدم حق النقض (الفيتو) لإسقاط مشروع قانون صادق عليه مجلس الشيوخ، يتيح للكونغرس «مراجعة أي اتفاق» مع إيران في غضون 5 أيام من إبرامه. كما يمنع أوباما من إلغاء أو تجميد عقوبات على طهران أجازها الكونغرس، لستين يوماً بعد التوصل إلى اتفاق. وأكدت ناطقة باسم مجلس الأمن القومي الأميركي أن أوباما «سيعترض على مشروع القانون»، داعية إلى «إعطاء مفاوضينا (في الملف النووي الإيراني) أفضل فرصة للنجاح، بدل تعقيد جهودهم». ويتوجّه ظريف إلى سويسرا حيث سيلتقي كيري غداً في مونترو، علماً أن الوفد الإيراني سيعاود اليوم محادثات مع الوفد الأميركي، قبل اجتماع موسّع الخميس المقبل مع الدول الست المعنية بالملف النووي. وتطرّق كيري إلى زيارة نتانياهو للولايات المتحدة قائلاً: «كان غريباً، وحتى استثنائياً، أن نسمع بالأمر من رئيس مجلس النواب (الأميركي جون باينر) وألا تُشرك الإدارة بالعملية. على رغم ذلك، لا تريد الإدارة تسييس الأمر». وأعلن أن واشنطن «تُرحّب برئيس الحكومة الإسرائيلية للمجيء والحديث في الولاياتالمتحدة، ولم يشهد التاريخ يوماً علاقة اقرب مع إسرائيل على صعيد الأمن». لكن الوزير أعرب عن أمله بألا تتحوّل كلمة رئيس الوزراء الإسرائيلي مباراة «كرة قدم سياسية كبرى». وقال لشبكة «إي بي سي»: «لا أستطيع أن أعدكم بإمكان (إبرام اتفاق)، لكننا سنجرّب هل تستطيع الديبلوماسية منع صنع سلاح (ذري)، لئلا نُضطر للجوء إلى تدابير تشمل احتمال مواجهة عسكرية». وكرّر أن واشنطن «لن تُبرم صفقة سيئة» مع طهران، وزاد: «أملنا بأن تنجح الديبلوماسية. ونظراً إلى نجاحنا في الاتفاق الموقت (المُبرم في جنيف عام 2013)، أعتقد بأننا نستحق أن يُحسن الظن بنا، لنتبيّن هل يمكننا التوصل إلى اتفاق بالجودة ذاتها». وكان نتانياهو تجاهل دعوات في إسرائيل إلى إلغاء زيارته واشنطن، معتبراً أنه يؤدي «مهمة مصيرية، بل تاريخية». وأضاف قبل صعوده إلى الطائرة: «أشعر بأنني مبعوث جميع الإسرائيليين، بمَن فيهم الذين لا يتفقون معي، وللشعب اليهودي كله. أشعر بقلق عميق وصادق على امن مواطني إسرائيل، وعلى مستقبل الدولة وشعبنا. وسأفعل كل ما في وسعي لضمان مستقبلنا». وأكد «احترامه» أوباما واقتناعه ب «قوة العلاقة بين إسرائيل والولاياتالمتحدة»، وب «قدرتهما على تجاوز خلافات ماضية ومقبلة». واستدرك: «كوني رئيس وزراء إسرائيل، من واجبي السهر على امنها. ونعارض بشدة الاتفاق الذي يُعدّ بين إيران والقوى العظمى، والذي قد يعرّض وجودنا لخطر». وكان لافتاً أن حميد أبوطالبي، وهو مستشار للرئيس الإيراني حسن روحاني، اعتبر أن خطاب نتانياهو المرتقب أمام الكونغرس «سيصبّ في مصلحة» طهران. وكتب على موقع «تويتر» أن الخطاب «سيعمّق تصدعات في العلاقات بين الإدارة والكونغرس، وأميركا والكيان الصهيوني، وأوروبا وأميركا في إطار الدول الست، ودعاة الحرب ودعاة السلام، وداخل المجتمع الصهيوني وحكومته، ما سيخدم إيران».