يقول خبير أمريكي في مجال محاربة الإرهاب أمام جلسة إستماع يعقدها الكونغرس يوم الأربعاء إن عدد المحاربين الأجانب الذين يلتحقون بتنظيم "الدولة الإسلامية" وغيره في سوريا ما زال في إرتفاع. وجاء في إفادة أعدها الخبير نيكولاس راسموسن، مدير المركز الوطني الأمريكي لمحاربة الإرهاب، أن الولاياتالمتحدة وحلفاءها يعتقدون بأن أكثر من 20 ألف مسلح من 90 بلد إلتحقوا فعلا بهذه التنظيمات. وسيدلي راسموسن بإفادته الأربعاء أمام لجنة الأمن الوطني التابعة لمجلس النواب. وسيقول راسموسن في إفادته إن 3400 على الأقل من المحاربين الأجانب الذين إلتحقوا بصفوف التنظيمات الجهادية في سوريا يحملون جنسيات دول غربية، منهم أكثر من 150 مواطن أمريكي أو مقيم في الولاياتالمتحدة. وقال الخبير إن الغالبية العظمي ممن يصلون حاليا إلى سوريا ينتهي بهم المقام في صفوف تنظيم "الدولة الإسلامية" إما في سوريا أو في العراق. وقال في تصريحات نشرت قبيل إنعقاد جلسة الإستماع "إن وتيرة تدفق المحاربين الأجانب على سوريا غير مسبوقة، وتتجاوز وتيرة تدفق المحاربين على أفغانستان وباكستان والعراق واليمن والصومال في أي فترة في السنوات ال 20 الأخيرة." وأضاف أن المتطوعين ينحدرون من مشارب شتى، "ولا ينطبق عليهم أي نمط معين." وقال "إن ساحات المعارك في العراقوسوريا تكسب المحاربين الأجانب الخبرة القتالية والمعرفة بالأسلحة والمتفجرات، وتعرفهم بالشبكات الإرهابية التي قد تكون تخطط لإستهداف الغرب." وينوه مسؤولون أمريكيون إلى أن عددا كبيرا من المحاربين الأجانب قتلوا في المعارك حول بلدة عين العرب - كوباني السورية الشمالية، والتي حسمتها القوات الكردية بدعم جوي غربي. وقال راسموسن إن أحد أسباب نجاح تنظيم "الدولة الإسلامية" في إقناع المتطوعين للإنضمام إليه هو استخدامه الذكي للإعلام عبر وسائل التواصل الإجتماعي بعدة لغات، مضيفا أن التنظيم - علاوة على نشره صور وأشرطة تصور إعدام الرهائن والخصوم - يحاول إستدراج الشباب المهمش في الغرب عن طريق الترويج للحياة البسيطة في ظل "دولة الخلافة" التي أسسها في سورياوالعراق. وأضاف أن مسلحي التنظيم يتمكنون من الوصول إلى عقول الشباب من خلال استخدام العلامات التجارية الغربية وألعاب الفيديو التي يعرفونها ويحبونها، منوها إلى أن تنظيم القاعدة وفروعه في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لم تتمتع يوما بهذه الحنكة الإعلامية. وقال إنه ليس ثمة ممر معين يستخدمه المتطوعون للوصول إلى سوريا، ولكن معظمهم يمرون في نهاية المطاف عبر الأراضي التركية "نظرا لقربها الجغرافي من الحدود السورية." وقال إن المتطوعين يستفيدون في ذلك من إجراءات الدخول المعمول بها في تركيا، والتي تعفي مواطني 69 بلدا - بضمنها بلدان الإتحاد الأوروبي - من شرط الحصول على تأشيرة دخول. يذكر أن تركيا عززت في الفترة الأخيرة محاولاتها لوقف تدفق الجهاديين عبر أراضيها إلى سوريا، ولديها الآن لائحة للممنوعين تحتوي على نحو عشرة آلاف إسم. وخلص راسموسن للقول إن السبيل الوحيد لمجابهة التهديدات التي يشكلها المتطرفون وتنظيم "الدولة الإسلامية" يتلخص في "إزالة إغراء الإرهاب وثني الشباب عن الإلتحاق بهذه التنظيمات بالأساس." من جانب آخر، سيقول فرانسيس تايلور رئيس الجناح الإستخباري لوزارة الأمن القومي الأمريكية للجنة ذاتها يوم الأربعاء إن السلطات الأمريكية "لا تعلم بوجود أي تهديد محدد للأمن الوطني."