قالت صحيفة نيويورك تايمز الامريكية إن الدعم الذى يبديه رئيس الوزراء العراقى نور المالكى للرئيس السورى بشار الاسد يظهر مدى التغير الذى لحق بموقف العراق ضمن حسابات الشرق الاوسط ليصبح أكثر ميلا إلى المحور الذى تتزعمه ايران. وأضافت الصحيفة - فى سياق تحليل أخبارى بثته على موقعها على شبكة الانترنت - انه فى الوقت الذى بادر فيه زعماء دول عربية عديدة بالتنديد ازاء ما يرتكبه نظام الرئيس بشار الاسد من قمع وحشى ضد المتظاهرين العزل فى سوريا ,اعتمد نور المالكى نبرة اقل حدة ازاء ما يحدث فى سوريا داعيا المتظاهرين إلى عدم "الحاق الدمار "بالدولة السورية فضلا عن انه استقبل وفدا سوريا رسميا الشهر الماضى. وأشارت الصحيفة إلى أن موقف المالكى من الرئيس الاسد قد ساهم فى اتساع الفجوة بين الاغلبية الشيعية فى العراق - التى بدورها اقرت سيناريو الاسد عن وقوف تنظيم القاعدة وراء ما يحدث فى سوريا و انتفاضة الشعب السورى- وبين الاقلية السنية التى اكد قادتها تنديدهم الشديد ازاء ما يرتكبه النظام السورى من قمع وحشى ضد المتظاهرين من بنى وطنه. من جانبه , صرح اسامة الناجفى رئيس البرلمان العراقى والمحسوب على الاقلية السنية الاسبوع الحالى"أن نظام الرئيس الاسد عمل على قمع حريات الشعب السورى وأنه من غير المقبول أن يلجا النظام إلى استخدام العنف ضد المتظاهرين ." داعيا الحكومة السورية على حماية ارواح شعبها واتخاذ خطوات "جريئة" فى سبيل وقف اراقة الدماء فى سوريا". وحذّر أحمد جار الله رئيس تحرير صحيفة "السياسة" الكويتية من الدور الخفي الذي تلعبه إيران في الأزمة السورية وحجم الضغوطات التي تمارسها للإبقاء على نظام الأسد والحيلولة دون انهياره. وأكد أن طهران تستخدم الساحة العراقية كورقة ضغط في هذه القضية ضد الدول الغربية وفي مقدمتها الولاياتالمتحدة التي تستعد لانتخابات رئاسية ساخنة وصراع شرس بين الجمهوريين والديمقراطيين. وأوضح أن النظام الإيراني أعلن صراحة عن استهدافه للجنود الأمريكيين المنتشرين في العراق وتوعد "بعودتهم في أكفان لأوطانهم" في حال واصلت واشنطن انتقاداتها للأسد ووقوفها مع الشعب السوري.وأعرب جار الله عن ارتياحه للتحرك الدولي ضد نظام الأسد لاسيما الموقف السعودي ومن بعده دول مجلس التعاون الخليجي التي نددت بالاستخدام المفرط للقوة ضد الشعب السوري.وأكد أن دمشق فشلت من خلال حملات التضليل السياسي التي تقودها عبر الإعلام وبدأت تشن حملة عسكرية وحشية يائسة كبديل عنها, مضيفا أن نسبة الطائفة العلوية في الجيش السوري والتي تقدر بنحو 84 بالمائة ساهمت بشكل كبير في صمود النظام حيث كان شعارها ولا زال منذ عهد الرئيس حافظ الأسد "الكرسي القبر"ويواصل النظام السوري استهدافه للمدنيين العزل وتوسعت أشكال القصف من البر من خلال الدبابات إلى البحر عبر الزوارق الحربية حيث أفاد شهود عيان عن استهداف حي الرملة بمدينة اللاذقية الساحلية بصواريخ أطلقتها سفن حربية متمركزة في الشريط البحري مما أدى الى سقوط العشرات بين قتيل وجريح.