حث الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اسرائيل يوم الأحد على التفكير في اطلاق جهود سلام جديدة استنادا إلى مبادرة سلام عربية طرحت عام 2002 ورفضتها الدولة العبرية. وكان السيسي يتحدث في افتتاح مؤتمر إعادة إعمار غزة المنعقد في القاهرة بعد حرب في القطاع استمرت 50 يوما بين حركة المقاومة الاسلامية الفلسطينية (حماس) واسرائيل. وقال السيسي إنه يجب أن "نجعل من هذه اللحظة نقطة انطلاق حقيقية لتحقيق السلام الذي يضمن ... الاستقرار والازدهار ويجعل حلم العيش المشترك حقيقة تلك هي الرؤية التي تضعها المبادرة العربية للسلام الذي نتطلع اليه." وتعرض المبادرة التي طرحتها المملكة العربية السعودية في القمة العربية في بيروت عام 2002 اعترافا كاملا باسرائيل مقابل انسحابها من كافة الاراضي التي احتلتها في حرب 1967 والموافقة على "حل عادل" لقضية اللاجئين الفلسطينيين. ورفضت إسرائيل المبادرة. وتشارك عشرات الدول في المؤتمر وتأمل السلطة الفلسطينية أن تحد خطوات اتخذتها حكومة وحدة جديدة لبسط سيطرتها على قطاع غزة من قلق الحكومات المانحة الغنية ازاء تقديم الأموال لاعادة الأعمار. وقال مسؤولون أمريكيون إن وزير الخارجية الامريكي جون كيري الذي قاد جهود سلام مكثفة انهارت في ابريل نيسان سيستغل المؤتمر أيضا لتأكيد التزام واشنطن بحل الدولتين وابقاء باب المفاوضات مفتوحا. لكن المسؤولين لم يذكروا أي تفاصيل فيما تبدو فرص اعادة اطلاق عملية السلام قريبا ضئيلة. ويعتزم كيري لقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس في القاهرة. وقال مسؤول أمريكي إن كيري سيسعى إلى حث عباس على وقف خطوات دبلوماسية "تؤدي إلى زعزعة الاستقرار بشدة". وكان الفلسطينيون هددوا بالسعي إلى الحصول على عضوية المحكمة الجنائية الدولية لاتهام إسرائيل أمامها بارتكاب جرائم حرب. وأضح مسؤولون أمريكيون أنهم تحمسوا بفضل جهود حكومة عباس لبسط سيطرتها على القطاع بموجب اتفاق وحدة مع حماس. وأثنى عباس أيضا على المبادرة العربية وقال إنها يمكن أن تكون اطار العمل لمسعى شامل جديد لحل الصراع. وقال "نعول مجددا على دعمكم لإعادة إعمار ما تم تدميره وفق الخطة التي أعدتها حكومتنا والتي توضح مدى ما لحق بالقطاع من تدمير هائل وتحدد الموارد اللازمة لذلك والتي تبلغ حوالي أربعة مليارات دولار." وتابع "على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته بعدم السماح بتعريض شعبنا الفلسطيني مجدداً للعدوان والدمار والتشريد والمعاناة من خلال دعمه لمطلبنا بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي عن أرضنا وتنفيذ رؤية حل الدولتين ومبادرة السلام العربية. "إن عدم التزام الحكومة الإسرائيلية بالمرجعيات الدولية وقرارات الشرعية الدولية وحل الدولتين على أساس حدود 1967 مع حل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين حلاً عادلاً ومتفقاً عليه استناداً لمبادرة السلام العربية المعتمدة في قمة بيروت عام 2002 وكذلك في مؤتمرات القمة الإسلامية يدفع بمنطقتنا مجدداً نحو دوامة العنف والنزاع." روتيرز