تجمع عشرات الالاف من انصار رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الاحد في اسطنبول، اكبر مدن تركيا، في آخر لقاء في اطار حملته قبل اسبوع من الانتخابات الرئاسية. ونظم اردوغان، وهو الاوفر حظا للفوز في هذه الانتخابات ليصبح الرئيس الثاني عشر لتركيا الحديثة، هذا اللقاء في ضاحية مالتيبي. وتدفق عشرات الاف الاشخاص الى مجمع رياضي مترام في الهواء الطلق رافعين رايات تحمل شعار حملة اردوغان "ارادة وطنية، سلطة وطنية" ومعتمرين قبعات كتب عليها اسمه. وقال رئيس الوزراء امام انصاره "قد يكون هذا آخر لقاء لنا في اسطنبول. لكنني لا اقول وداعا لاسطنبول ولا اقول وداعا لكم". واضاف "باذن الله، اتمنى ان ادفن في هذه المدينة. لست هنا بصفتي رئيسا للوزراء ولا بصفتي مرشحا للرئاسة بل بصفتي اردوغان (المتحدر من) كاسيمباسا"، في اشارة الى الحي الفقير في اسطنبول الذي امضى فيه شبابه. وتابع "لم نحضر الى هنا لنكون اسياد الامة بل لخدمة هذه الامة". عشرات الالاف من انصار رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان في ختام حملته للانتخابات الرئاسية في اسطنبول في 3 اب/اغسطس 2014 وهاجم اردوغان خصمه الرئيسي اكمل الدين احسان اوغلو الرئيس السابق لمنظمة التعاون الاسلامي، مؤكدا ان "تركيا جديدة" ستفوز في انتخابات العاشر من آب/اغسطس. وقال بنبرة ساخرة "انه يسمي نفسه البروفسور. يتقن ثلاث لغات. هل تبحثون عن مترجم؟ اذا كنا نبحث عن مترجم فهناك اشخاص كثيرون يتقنون خمس لغات على الاقل. استطيع القيام بهذا العمل مع مترجمي الخاص". واضاف اردوغان الذي يتولى رئاسة الوزراء منذ 2003 ان "هذا الشخص (احسان اوغلو) لا يفقه شيئا في السياسة". والرهان الاساسي في هذه الانتخابات، الاولى التي تجري بالاقتراع المباشر في تركيا، يكمن في معرفة ما اذا كان اردوغان سيفوز من الدورة الاولى ام سيحتاج الى خوض دورة ثانية. في المقابل، تجمع الالاف ايضا الاحد في اسطنبول دعما للمرشح الكردي النائب صلاح الدين دمرتاش، وتحديدا في ساحة كاديكوي على الضفة الاسيوية للمدينة، وفق مراسل فرانس برس. ولوح العديد من هؤلاء باعلام حزب العمال الكردستاني المحظور وبصور زعيمه المسجون في شمال غرب تركيا عبدالله اوجلان، فيما حمل اخرون لافتات كتب عليها شعار الحملة الانتخابية للمرشح الكردي "دمرتاش من اجل التغيير الديموقراطي، من اجل السلام". وقال دمرتاش (41 عاما) امام الحشد "منذ اعوام عدة، حاولوا ان يجعلوا منا اعداء لئلا نكون جنبا الى جنب"، في اشارة الى الاكراد والاتراك، واعدا بمكافحة كل انواع التمييز بحق الاكراد والمثليين والنساء. واضاف ان "الرئاسة ستشكل فرصة لتهب رياح التغيير بحيث ينهض جميع من يتعرضون للقمع". وحل دمرتاش ثالثا في استطلاعات الرأي خلف اردوغان ومنافسه الرئيسي احسان اوغلو. لكن تصويت الاكراد يمكن ان يكون حاسما بالنسبة الى اردوغان الذي يتفاوض منذ عامين في شان حل سياسي صعب مع اوجلان وحزب العمال الكردستاني، يضع حدا لنزاع دام مستمر منذ العام 1984.