يعقد وزير الخارجية الاميركي جون كيري الاثنين اجتماعا مع نظيره الايراني محمد جواد ظريف في محاولة لتقليص الخلافات التي تحول دون ابرام اتفاق نووي تاريخي تنتهي قبل انتهاء المهلة المحددة لذلك في غضون ايام. وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الاميركية ان كيري وظريف التقيا صباح اليوم لمناقشات "جدية وقد تكون طويلة". وصرح كيري قبل بدء المحادثات مع ظريف الذي اجتمع به امس "انني سعيد لان لدينا الوقت لنجتمع ونستأنف المحادثات عند النقطة التي انتهت عندها" في اجتماع امس. وقال الوزير الايراني مساء الاحد "بقيت سبعة ايام صعبة من المفاوضات". واحد اهداف كيري من تمديد جولة خارجية لزيارة فيينا هو "اجراء محادثات معمقة" مع ظريف و"تقييم استعداد ايران لاتخاذ ما يترتب عليها من خيارات صعبة"، على ما اكد مسؤول كبير في الخارجية الاميركية. واضاف "هذا حديث فائق الجدية ويحتمل ان يكون مطولا". ففيما لم يبق اكثر من ستة ايام لانتهاء المهلة لابرام اتفاق في 20 تموز/يوليو، ما زالت الخلافات كبيرة. وفشل كيري ووزراء غربيون اخرون في نهاية الاسبوع في احراز اختراق مع ايران في اطار السعي الى اتفاق شامل يبدد جميع المخاوف من احتمالات تطويرها سلاحا نوويا تحت غطاء برنامجها المدني. وتنفي ايران السعي الى السلاح النووي وتطلب رفعا لجميع عقوبات الاممالمتحدة والدول الغربية التي شلت اقتصادها. كما اكد المسؤول من دون اطلاق اي تكهنات ان كيري "سيأخذ الوقت اللازم (...) لتقييم ان كان احراز تقدم ممكنا". وتتواصل مفاوضات ايران والدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي اضافة الى المانيا منذ اشهر، بعد ابرام اتفاق تمهيدي في تشرين الثاني/نوفمبر جمدت ايران بموجبه تخصيبها لليورانيوم مقابل رفع جزئي للعقوبات عاد عليها بحوالى 7 مليارات دولار. لكن المحادثات الجارية من اجل اتفاق شامل نهائي اصطدمت بنقاط خلافية شائكة، ولا سيما نسبة البرنامج الايراني التي ينبغي تفكيكها. كما يتعرض الطرفان لضغوط داخلية كبيرة. فبعيدا عن طاولة المفاوضات في فيينا، على ظريف ان ياتي باتفاق يرضي المتشددين الاسلاميين في بلاده، فيما يتعرض كيري لضغوط الكونغرس قبل انتخابات منتصف الولاية في تشرين الثاني/نوفمبر كي لا يتنازل كثيرا لخصم واشنطن التقليدي. وقطعت العلاقات الدبلوماسية بين واشنطنوطهران قبل ثلاثة عقود، ما يزيد من اهمية المفاوضات وجها لوجه بين وزيري خارجيتيهما. وبدا ظريف كذلك مستعدا للعمل مطولا، حيث صرح لوسائل الاعلام الايرانية في وقت متاخر الاحد انه ما زالت هناك "سبعة ايام شاقة وقاسية للتفاوض". لكن نظيره الالماني فرانك فالتر شتاينماير كان الاكثر تشاؤما اذ حذر ان "الكرة في ملعب ايران" بعد ان عقد محادثات ثنائية مع ظريف الاحد على غرار نظيريه البريطاني والفرنسي. وصرح "الان بات القرار في يد ايران بسلوك طريق التعاون (...) امل ان تكون الايام المتبقية كافية لمزيد من التفكير في الموضوع في طهران". وصرح وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ انه لم يحصل "اي اختراق حاسم" فيما يبقى هناك "شرخ كبير" بين الطرفين حول نقطة تخصيب اليورانيوم. وهذه الانشطة قادرة على انتاج الوقود من اجل محطة الكهرباء النووية الوحيدة في البلاد. لكنها، ان تمت مضاعفة التخصيب، فقد تنتج مكونات قنبلة ذرية. وتريد دول مجموعة 5+1 المفاوضة من ايران تقليص حجم برنامجها للتخصيب بشكل جذري، فيما تسعى طهران الى توسيعه. اما اسرائيل الدولة الوحيدة في الشرق الاوسط التي تملك اسلحة نووية ولو انها لم تقر بذلك رسميا، والتي رفضت مع الولاياتالمتحدة استبعاد ضربة عسكرية تستهدف طهران، فهي تعارض بشكل قاطع اي نشاط تخصيب في ايران. وحذر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الاحد من ان اي اتفاق نووي مع ايران يتيح لها القدرة على تخصيب اليورانيوم سيكون "كارثيا". وقال في مقابلة مع صحيفة فوكس نيوز صنداي "سيكون الامر كارثة على الولاياتالمتحدة وعلى جميع الاطراف الاخرين". لكن كبير المفاوضين الايرانيين عباس عراقجي بدا مصرا في تصريحاته على موقف ايران من التخصيب الذي اعتبره "واضحا وعقلانيا". واكد عراقجي "على ما اكد المرشد الاعلى، فقد تم تصميم برنامج التخصيب من منطلق الحاجات الحقيقية للبلاد، اي حاجتنا الى ضمان وقود للمفاعلات". في حال تعذر ابرام اتفاق الاحد عند انتهاء مهلة الاشهر الستة المنصوص عليها في الاتفاق التمهيدي، يمكن للاطراف الاتفاق على تمديد المفاوضات ستة اشهر اضافية. ا ف ب