ذكر كبير المفاوضين الإيرانيين عباس عراقجي أن المفاوضات النووية بين بلاده والدول الست ستستأنف على مستوى الخبراء في جنيف الاثنين المقبل. وأشار إلى أن المفاوضات تهدف إلى وضع برنامج مشترك لتنفيذ البنود التي تضمنها اتفاق جنيف الذي وقعه الجانبان في 24 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. ويأتي ذلك بعد إعراب عراقجي عن استيائه لبطء سير المفوضات، مع تأكيده عزم الجانب الإيراني على مواصلتها حتى تحقيق أهدافها في إيجاد تسوية لملف بلاده النووي. في الوقت ذاته، أعرب وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف عن اعتقاده أن اتفاق جنيف حقق اختراقاً مهماً جداً و «يجب أن يأخذ في إطار العلاقات المستقبلية بين إيران والدول الأوروبية». وقال ظريف: «يجب العمل بجدية أكبر وحسن نية لتنفيذ اتفاق وزراء خارجية إيران والدول الغربية الذي استطاع المساهمة في تحويل 10 سنوات من عدم الثقة إلى أجواء تعزيز الثقة بين الجانبين». وزاد إن الوفد الإيراني في فيينا وجنيف يحمل مهمة تذليل المشاكل للتوصل مع الجانب الغربي إلى حلول عملية لإزالة كل المشاكل العالقة، معتبراً أن مفاوضات الخبراء ليست بسيطة و «يجب أن يتوصل الجانبان إلى تفاهم على تفاصيل القضايا المطروحة». ويقود وفد الخبراء الإيرانيون في المفاوضات الديبلوماسي المخضرم حميد بعيدي نجاد الذي يشغل منصب مدير عام الدائرة السياسية والدولية في وزارة الخارجية الإيرانية وهو كان يعمل مع ظريف في ممثلية إيران لدى الأممالمتحدة في عهدي الرئيسين هاشمي رفسنجاني ومحمد خاتمي. ويبحث وفد الخبراء ملفات تطاولها العقوبات، متعلقة بالمصارف والبتروكيماويات والنفط وصناعة السيارات. وتعتبر مفاوضات الأسبوع المقبل، الثالثة من نوعها منذ التوقيع على اتفاق جنيف. من جهة أخرى، أعلن رئيس منظمة الطاقة النووية الإيرانية علي أكبر صالحي أن الفنيين التابعين لهذه المنظمة يعملون على إنتاج جيل جديد من أجهزة الطرد المركزي، مشيراً إلى أن العمل بهذه الأجهزة يحتاج إلى اختبارات فنية خاصة قبل تشغيلها في منشآت تخصيب اليورانيوم. وينص اتفاق جنيف الموقع مع الدول الغربية الست على تعليق العمل في إنتاج أي جيل جديد من أجهزة الطرد المركزي خلال الأشهر الستة المقبلة والتي تشكل السقف الزمني للاتفاق، فيما نص الاتفاق الموقع مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في 12 تشرين الثاني الماضي، على ضرورة اطلاعها على أي نشاطات جديدة في مجال الأجهزة والمعدات المتعلقة بالبرنامج النووي. وأشار صالحي في كلمة ألقاها أمام ندوة علمية في مدينة أصفهان (وسط إيران) إلى امتلاك إيران 19 ألف جهاز طرد مركزي، لافتاً إلى أن إيران من الدول التي تتمتع بالقدرة على إجراء دورة الوقود الكاملة من مرحلة الاستكشاف وحتى مرحلة معالجة المعادن وإنتاج الوقود النووي. وكان مستشار مرشد الجمهورية الإسلامية علي أكبر ولايتي اقترح إجراء محادثات ثنائية منفصلة مع أعضاء مجموعة الدول الست (خمسة + واحد) إلى جانب المحادثات المقررة مع المجموعة مجتمعة. ورأى في مقابلة تلفزيونية بثتها القناة الإيرانية الأولى، أن الدول الغربية لا تشترك بمصالح موحدة وإنما تملك مصالح تتضارب في بعض الأحيان وأن «إجراء محادثات منفصلة معها كل على حدة، يخدم نجاح المحادثات النووية. إلى ذلك، أعلن في طهران أمس، عن تلقي ظريف رسائل تعزية بوفاة والدته من نظرائه الغربيين، لكن لم يسجل تلقيه رسالة من نظيره الأميركي جون كيري.