الإلحاد خطر طفا على سطح المجتمع السعودي خلال الفترة السابقة، حتى فجّر "معهد غالوب" قنبلة من العيار الثقيل، عندما أعلن أن نسبة الملحدين في المملكة، تفوق نسبتهم في بلجيكا، ووصلت نسبتهم أكثر من (6%) داخل بلاد الحرمين، لتزيد عن أعلى نسبة في البلدان الإسلامية، والتي تصل إلى (5%). "المواطن" تفتح الملف الشائك عبر نشر عدة حلقات، في محاولة للكشف عن الأسباب التي دفعتهم إلى سلوك هذا الطريق، والكيفية التي يمُارسون بها إلحادهم في أكثر المجتمعات الإسلامية حفاظاً على العقيدة. في الحلقة الأولى يرفض أحد الملحدين -والذي أطلق على نفسه لقب "مفكر سعودي"- فكرة أن الإلحاد سببه نفسيّ. وقال الملحد الذي رفض ذكر اسمه إن الإلحاد ليس له أية علاقة بالمجتمع, سواء كان محافظاً أم غير محافظ، مشيراً إلى أن سبب تركه الدين هو عدم اقتناعه بالقرآن والحديث الشريف ! ورأى الملحد خطأ الادعاءات التي تذهب إلى القول بأن للإلحاد أسباباً نفسية، أو أنه ينتج بسبب التشدد أو وقوع مصائب للإنسان، تجعله غاضباً من الله. وأشار إلى أن الإلحاد له سبب واحد، هو عدم الاقتناع بوجود إله، ورفض جميع الأديان لاعتقاد أنها بشرية. وأضاف الملحد ، أن التشدد الديني في الأسرة، ومنع الأبناء من أشياء كثيرة، والتشديد عليهم وحبسهم وضربهم، ووجود الهيئة وأمثالهم، كل هذه قد تكون دوافع للبحث في الأمور الدينية، وأن هذا البحث قد يقود إلى الإلحاد، معتبراً أن هذا ليس سبباً بل هو دافع ! وأشار -من يطلق على نفسه مفكراً- إلى قناعته التامة بالإلحاد، وإلا لماذا هو ملحد, مشيراً إلى أنه لا يصدق بوجود إله، معتقداً أن جميع الأديان بشرية, ولكل دين مظاهر حسنة ومظاهر سيئة، وأنه يرفضها جميعا بلا استثناء. وأردف قائلاً: بعد الإلحاد أصبح عقلي أفضل, وأستطيع أن أتقبل أية نظرية علمية بدون خوف من أنها قد تتعارض مع معتقداتي، وبدون العودة إلى الشيخ لأسأله: هل يجوز التصديق بها أو لا ! وأضاف الملحد: أصبحت لا أصدق القصص الأسطورية عن السحر والشعوذة والحديث مع الحيوانات، معتبراً أنه لا يوجد أيّ دليل علمي يدعمها، وعندما أتصدق -لا أنتظر أجراً من أحد، بل أتصدق- لأني أحب الخير، وعندما أبتعد عن السرقة -ليس لأني أخاف العقوبة أو العذاب- بل أبتعد عنها لأني أكره الشر. وختم مدعى "الفكر" بقوله: أعيش حياتي كمسلم أصلي، وأصوم مع زملائي وأصدقائي، فقط لأحافظ على حياتي وعلى عدم قطع رأسي من قبل دين السماحة -الإسلام- وهناك كثيرون مثلي في مجتمعنا، من نساء ورجال، وهم أطباء ومهندسون ومعلمون، لكنهم لا يجهرون بذلك، فقط ليحافظوا على حياتهم !!