في خضم ما تصاب به المجتمعات من ظواهر، وما يطفو عليها من عوارض، ظهرت في مجتمعنا فكرة كانت صادمة لكثير من الناس، البعض عدها عارضا من عوارض الأفكار المنتشرة في العالم، والبعض عدها ظاهرة لها جذور تحاول التعمق، وشبكات تحاول الانتشار، وبين هذا وذاك برزت أسئلة استوقفت كثيرًا من المهتمين والمراقبين.. هل صحيح أن هناك شبكة من الملاحدة أو ممن يحاول نشر الفكر الإلحادي؟ ما أسباب ظهور فكرة الإلحاد في مجتمع يدين كل أفراده بالإسلام، ويغلب عليهم المحافظة والتدين؟ هل صحيح أن الشيء يولد من نقيضه؟ وكيف يمكن لهذا المجتمع أن يوقف مد الأفكار الإلحادية والتشكيكية؟ وقبل هذه الأسئلة ما حقيقة وجود هذه الفكرة في المجتمع؟ وإلى أي مدى يمكن أن توصف؟. "الرسالة" استطلعت آراء مجموعة من المهتمين والباحثين حول قضية الإلحاد في سياق التحقيق التالي: في البدء يشير زكي الميلاد الى أنه لا جدوى من طرح موضوع الإلحاد من وجهة نظره لأن الحديث عنه يعطيه من الأهمية أكثر من إهماله وتجاهله، وعن معطيات ظهرت على أرض الواقع قال الميلاد إنها تبقى حالات نادرة كانت وما زالت وستبقى مستمرة، وأضاف أنه في السابق لم تكن هناك وسائط للتعبير عن الرأي بينما الآن أصبحت هذه الوسائط متوفرة ومشجعة؛ فأخذ الناس يعبرون عنها، لكنه أكد أنها تبقى حالات فردية وظواهر معزولة وغير مؤثرة. وفي تعليقه عن إمكانية انتشار مثل هذه الحالات الفردية عبر تلك الوسائط قال الميلاد إن تلك الوسائط كما هي وسائل انتشار هي أيضًا وسائل انكشاف للظواهر، وأضاف موضحًا أن هذه الوسائل يمكن أن تكشف أن هذه الظواهر لا تمثل وزنا فكريا أو ثقافيا في المجتمع السعودي، وبين الميلاد أنه مقرر في ديننا أن هناك فرقا بين الكفر والقول الكفري، وكذلك في موضوع الإلحاد يمكن أن نفرق بين القول الإلحادي والإلحاد الفكري؛ فقد تكون هناك أفكار إلحادية على صورة أقوال لكن ليس بالضرورة أن يكون قائل هذا القول هو ملحد، مثلما يمكن أن نقول على إنسان أن لديه قولا كفريا لكن ليس بالضرورة أن نحكم عليه بالكفر؛ فقد تجد إنسانا يصلي ويشهد الشهادتين لكن لديه قول كفري نتيجة شبهة أو تأويل أو غير ذلك. أما د.محمد العلي أستاذ الثقافة الإسلامية بكلية الشريعة بجامعة الأحساء فقد أعرب عن استغرابه الحقيقي من وجود هذه الظاهرة في المجتمع السعودي لأن المناهج الدينية في مجتمعنا يدرسها الطالب من الابتدائي إلى الجامعة وهي تؤكد على موضوعات العقيدة والإيمان وغرسهما في قلوب الناشئة، مؤكدًا أن الأمر لافت لنظر المتابع ويدعو إلى التساؤل والبحث عن الأسباب التي دعت إلى هذه الحالة، وأضاف العلي أن ذلك يدل على أن منهجنا في غرس العقيدة والتربية الدينية ناقص أو به خلل، وأن مواد التربية الدينية لم تستطع أن تقنع جزءًا من شبابنا بالدين والعقيدة الإسلامية الصحيحة. لا شبكات منظمة لكن عضو هيئة التدريس بقسم الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الملك فهد د.خالد المزيني يرى مثلما يرى الميلاد أنها حالات محدودة لا ترقى إلى أن تكون ظاهرة، كما يرى أنها غير متجذرة وليست مبنية على فكرة فلسفية، وإنما هي مبنية على حالة عاطفية أو سخط على واقع اجتماعي معين، وأن الفرد المصاب بتلك الحالة ربما تعرض لموقف سوء معاملة مع شخص متدين أو في قضية لها علاقة بالدين وكانت له ردة فعل اجتمعت مع حالة من الشكوك العقلية. كما أن المزيني لا يرى أن هناك شبكات منظمة أو خلايا مترابطة تعقد لقاءات تحريضية وتدعو إلى الفكر الإلحادي، ويقول المزيني إنه بنظرة واقعية نجد أنها حالات ومجرد أطروحات أكثر منها جهدا تنظيميا، وهي في أغلبها شكوك قد لا ترقى إلى الإلحاد، ويمكن أن نصنفها تحت (اللاأدرية)، وليس الإلحاد بمعنى إنكار الله أو رفض الدين، ويؤكد المزيني أنها حالات تردد وشك تغذيها أوضاع اجتماعية معينة. ويؤكد مشرف علم النفس والاجتماع بتعليم المنطقة الشرقية خالد بن محمد الشهري أن الإلحاد في مجتمعنا ليس بظاهرة في الوقت الراهن، وأن وصفه بالظاهرة يعد وصفًا غير دقيق، لكنه أشار إلى أنه ظاهرة عالمية؛ فحسب الدراسات الحديثة فإن نسبة الإلحاد بين سكان العالم تصل إلى السدس؛ إذ تفيد بعض الإحصاءات الغربية أن بين كل ستة أشخاص في العالم يوجد ملحد واحد، وهذه -كما يرى الشهري- نسبة كبيرة فرضت نفسها على المستوى العالمي، ويلحظ الشهري أن كثيرًا من الأطروحات الفكرية تنحو منحى الإلحاد، كما أن المتابع للمعارك السياسية بين الأحزاب المختلفة في الغرب وأمريكا يعرف مدى قوة تلك الأطروحات ومدى كثرة أتباعها، أما عن مجتمعنا فقد أكد الشهري أن الإسلام حصن حصين لأبنائه من خطر الإلحاد، وأن تأثير الإلحاد في المجتمعات المسلمة أضعف من تأثيره في المجتمعات غير المسلمة. وأوضح الشهري أن العولمة وما نتج عنها في ظل التقدم الغربي وتخلف المجتمعات الإسلامية كانت سببًا في التأثر بكثير من الجوانب السلبية للعولمة ومن أشدها خطرًا الانحلال الأخلاقي في جانب السلوك والانحلال الفكري في جانب الإلحاد وفي الغالب أنهما وجهان لعملة واحدة. وحذر الشهري من أنه في حالة استمرار الوضع على ما هو عليه فإن مجتمعنا مرشح وبقوة لأن يصبح الإلحاد فيه ظاهرة وبخاصة مع عدم وجود الممانعة المناسبة لحجم ضغوط العولمة، وأشار الشهري إلى ما تتعرض له مجتمعات المسلمين اليوم من حملات متتابعة للطعن في ثوابتها ومحاولة شغلها عن بناء مستقبلها وإغراقها في مشاكل الهوية والفكر والصدامات الفلسفية استمرارا لنظرية هدم الإسلام من الداخل بأيدي أبنائه. أسباب الإلحاد وعن أبرز الأسباب أشار العلي إلى وجود جوانب خلل في طريقة تدريسنا للعقيدة موضحًا أنها أصبحت دروسًا تلقينية وتحفيظية ولا تُغرس تربويًا وإقناعيًا، ومثّل بما يحصل مع الطلاب حين يحفظون الدروس الدينية عن ظهر قلب ثم يختبرون فيها لينتهي الأمر عند تسجيل تلك المحفوظات من غير أن نتساءل هل فعلًا هذا الطالب استشعر مبادئ الإيمان بالله واستشعر الخوف من الله وغير ذلك من المعاني؟! مؤكدًا أن دروس العقيدة والكلام فيها طغى عليه الجانب النظري من غير أن يكون له جانب تطبيقي وعملي في واقع حياة أبنائنا. وأضاف العلي أن من أسباب ظهور فكرة الإلحاد في مجتمعنا ما يتعرض له الشباب من قبل تيارات فكرية وإلحادية، واطلاعهم على مفكرين غربيين، مؤكدًا أن هذه التيارات الإلحادية موجودة في العالم خاصة في الفكر الغربي، كما أشار إلى تسبب دعاة التغريب في العالم العربي وفي المجتمع السعودي خصوصًا في وجود مثل هذه الأفكار في واقعنا، كما أشار العلي إلى أن الانغلاق الفكري والتشدد الديني أيضًا له دور في لجوء الشباب إلى محاضن الإلحاد الفكري والغربي. ويذكر المزيني أن من أسباب حالات الإلحاد أو الشك التركيز على المظاهر الشكلية للتدين أكثر من الحقائق وأعمال القلوب، وأكثر من المقاصد والغايات مثل الصدق في المعاملة والعدل والرحمة وحسن المعاملة، وأوضح أن هذه تسبب ردة فعل عند بعض الشباب، كما أشار إلى أن الفراغ الروحي عند مجموعات من الشباب ربما يسبب لهم حالة من الشك والارتياب، وألمح المزيني إلى أن الطرح الشرعي الموجود لا يشبع رغبات الشباب واحتياجاتهم؛ فالطرح الموجود مبتسر، وفيه نوع من الاختزال لبعض المعاني الشرعية في إطار ضيق جدًا، كما أوضح عضو هيئة التدريس بقسم الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الملك فهد أن هناك حالة سخط عند الشباب؛ إذ إن لديهم طموح لكن ليس هناك استيعاب لطموحهم وقدراتهم سواء العلمية أو الثقافية أو المهنية أو حتى الاجتماعية ضمن مجموعات تطوعية معينة؛ لذلك تجد الشباب يبحثون عن دور، وأقرب دور هو معاندة الثوابت ومكابرة الحقائق الاجتماعية. أما عن التشدد الديني أو الفكري في المجتمع فلا يرى المزيني أن لدى مجتمعنا تشدد بصفة عامة ولكن ربما هناك مواقف فيها تشدد؛ لذا لا يعد هذا سببًا من أسباب الفكر الإلحادي، مشيرًا إلى أن مواقف التشدد موجودة حتى في مجتمعات متسامحة مثل ما هو موجود في ليبيا وتونس. العلاج ليس فكريًا فقط من جانبه أشار مشرف علم النفس والاجتماع بتعليم المنطقة الشرقية خالد بن محمد الشهري إلى أن الأسباب لا يمكن أن نعزوها إلى أسباب فكرية فقط؛ لأن شخصية الفرد مكونة من جوانب روحية ونفسية وعقلية واجتماعية ونفسية وكل جانب من هذه الجوانب له حاجات ودور في تكامل الشخصية، وبين أن الملحد هو إنسان تعرض لمؤثرات تسببت في بناء شخصيته وأثرت في تكوينه الفكري مع جانبه العقدي ليظهر على سلوكه ويصبغ تصرفاته وعلاقاته الاجتماعية وطريقة إشباعه لحاجاته. وعدد الشهري عدة أسباب لبروز فكرة الإلحاد، أهمها: غياب القدوة الصالحة في الأسرة والمدرسة ووسائل الإعلام الأمر الذي تسبب في نشأة الشاب وهو لا يعرف دينه حق المعرفة ولا يحبه كما يجب فيسهل عليه تركه لأي سبب. كما أن تعرض الشاب وخاصة في بداياته للفكر الإلحادي من خلال قراءته للكتب الفلسفية، واتصاله بمفكرين ملاحدة وإعجابه بأدبهم وأطروحاتهم قد يكون سببًا في التشكك أو الإلحاد عند الشباب. وأضاف الشهري أن من أسباب بروز فكرة الإلحاد انفتاح العالم الفضائي بشقيه -القنوات والانترنت- وما يُبث فيهما من شهوات وشبهات تأخذ كل واحدة منهما بنصيبها من شبابنا مع عدم وجود حملة تحصين مضادة لآثارها. صورة سيئة كما أشار الشهري إلى أن بعض من يمثلون الدين الإسلامي في بعض البلدان الإسلامية وما يرتكبونه من ظلم وانكباب على الدنيا يعكس صورة سيئة لدى الشباب عن الدين والتدين مما يزهدهم فيه. كما أنه ألمح إلى عدم قيام مؤسسات التربية والتعليم بأنواعها المختلفة من مدارس ومعاهد وجامعات بأنشطة تذكر للوقوف في وجه موجة الإلحاد الجديدة؛ وبطء استجابتها للمستجدات العالمية والحراك الاجتماعي والشبابي. وأكد الشهري على ما أكد عيه سابقًا المزيني من وجود فئات في المجتمع خلطت بين الدين والعادات، وأساءت للدين من خلال حماسها غير المنضبط، وجهلها العريض ليتحول الدين عندها إلى مظاهر لا يصاحبها في كثير من الأحيان جواهر نقية؛ تسببت في حدوث ردّ فعل معاكس عند بعض الشباب. كما أكد الشهري أن هذه الموجة من بروز الفكر الإلحادي يمكن أن تندرج تحت ما يسمى في الدراسات النفسية في مجال الاضطرابات السلوكية ب"الجنوح الكاذب" والذي ينزع فيه بعض الشباب لمخالفة القواعد والأنظمة بسبب شعورهم بالاضطهاد وخاصة في البيئات التسلطية. ومن جملة ما أشار إليه مشرف علم النفس والاجتماع عدم وجود المحاضن التربوية المقنعة التي تحوى الفكر والإيمان إضافة إلى السلوك لحل إشكاليات الحضارة وأزمة الهوية السائدة بين الشباب. وختم الشهري تعليقه على الأسباب بذكر أثر ضغوط الحياة المعاصرة في ظهور مرض نفسي يشيع بين المثقفين يسمى "القلق الوجودي"، وهو مركب من القلق والاكتئاب بسبب ما يرون أنهم عاجزون عن تفسيره من انحرافات في الحياة، أو تضاد بين الأحداث المختلفة وبين قناعاتهم الفلسفية والتي قد تدفع ببعضهم للأفكار الإلحادية مع اهتزاز عقيدة القضاء والقدر واختلال معاني الألوهية والربوبية والجزاء والحساب. حلول للإلحاد وفي معرض الحديث عن الحلول أشار الميلاد إلى أنه يمكن تضمين مناهج فلسفية أو منطقية تبرز الأسئلة الوجودية والفلسفية وتجاوب عليها بشكل مبسط، وأكد أن هذه من ضمن الوسائل الفعالة حتى لو صدقت عليها مقولة: (قليله يضر لكن كثيره قد يفيد)، وشدد الميلاد على أهمية البناء العقلي، والقدرة الاستدلالية اللتان توفران وسيلة للاحتماء من هذه الشكوك والتشكيكات، وأضاف أن من يمتلك الأدوات الفلسفية والمنطقية والكلامية تساعده في التحصن من جهة والقدرة على مواجهة مثل هذه الحالات. ومن جهته يشير العلي إلى أنه يجب أن يعنى بالأسئلة الوجودية والفلسفية في المناهج وأن نجيب عنها ونشبع النهم المعرفي عند الشباب بأجوبة مقنعة وليست مفروضة يحفظها الشباب ويرددونها سواء باقتناع أو من غير اقتناع، وفي نظر العلي تعد هذه الطريقة خطًا تربويًا؛ لأن العقيدة لا تؤخذ بالتلقين وإنما تؤخذ بطريقة إقناعية فكرية كما يتكرر في القرآن "أفلا تعقلون"، "أفلا تتفكرون"، وأنه لابد أن تدخل هذه الدروس إلى فكر الطالب ويقتنع بها عقلًا كما يطمئن بها نفسًا. وتساءل أستاذ الثقافة الإسلامية بكلية الشريعة بجامعة الأحساء محمد العلي عن استطاعة تلك المناهج على تحريك وجدان الطالب وعقله. ودعا العلي إلى تعاضد الجهات المعنية بهذه القضية وخاصة وزارة التربية والتعليم لأن هذه الحالة تعتبر قدحًا في مناهجها، كما أن الدعاة والعلماء مسؤولون مسؤولية كبيرة في وجهة نظر العلي إذ إن الفكر الجامد والانغلاقي الذي يطرح على أنه يمثل الدين سبب من أسباب نشر الفكر الإلحادي. مشكلة المناهج لكن المزيني له وجهة نظر مغايرة إذ إنه لا يعتقد أن هناك مشكلة في المناهج؛ لأن عادة المناهج أن تكون عامة، وفيها معلومات مدرسية أكثر منها مادة فكرية عميقة، والمناهج -كما يرى المزيني- هي مداخل للعلوم، أما مناقشة الشبهات والمناهج النادرة والتيارات المتغيرة فلا يمكن أن تضع لها منهجًا وتناقشها، كما أوضح المزيني أن العلوم الإنسانية عادة متغيرة، لكنه أشار إلى إمكانية طرحها في الكليات المتخصصة، غير أنه استدرك على المناهج وقال يمكن إعادة صياغة المناهج بطريقة تغطي القصور الموجود وليس بالضرورة أن تناقش هذه التيارات المنحرفة. وأضاف أن تلك التيارات المنحرفة تحتاج إلى أطروحات حية عن طريق المحاضرات وخطب الجمعة والخطاب الشرعي بالعموم. ومن وجهة نظر الشهري فإنه لا بد عند الحديث عن حلول لتطويق الإلحاد أن نستحضر تجربتين ناجحتين في مجتمعنا، الأولى: هي تجربة مكافحة الإرهاب، والأخرى هي مكافحة المخدرات. وأشار إلى أهمية العمل على جانبين فكري وسلوكي باعتبار أن الإلحاد مشكلة فكرية لها آثار سلوكية؛ فتقاوم أفكاره ويتم الحدّ من النفوذ الإعلامي لدعاته ومروجيه في جانبه الفكري الفلسفي وفي جانبه الخلقي الإباحي. وعن عقوبة الحبس والإعدام قال الشهري: "يجب ألا نجفل ولا نخاف منها، وإذا كنا نرى أن مروج المخدرات يستحق الإعدام فإن داعية الإلحاد أحق بالإعدام منه لا سيما مع إيماننا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من بدل دينه فاقتلوه". مضيفًا: "إذا كنا جميعا لا نرضى بمن يتطاول على الملك باعتباره ولي أمرنا فكيف يمكن أن نرضى بمن يتطاول على ملك الملوك عز وجل". لكنه أشار إلى أهمية أن تكون مثل هذه العقوبات بعدل ورحمة ورفق وإحسان وليس بغلظة فتوبة ملحد يجب أن تكون أحب إلينا من سفك دمه.