بقلم/مها بنت محمد البقمي ✒️ حياتك تبدأ بخطوة والخطوات حكايا ! تنتهي الأحاديث عن حكاياك بمجرد الوصول لآخر نقطةٍ في مدائن البوح ! معارك ضارية وجندي واحد ! معارك بلا دماء..بلا ضجيج ! نُسجت من أحداثها كلُّ تفاصيل قصتك ! معركتك الصغيرة بدأت أولى تفاصيلها منذ جاهدت عيناك النور ! صرختك الصغيرة في وجه النور هي رفضك اقتحامه لمحيطك الهاديء قبل أن يؤذن لك بالخروج ! صرخة ثم تقبُّل ..يليه الإنسجام مع هذا النور .. وتلقاءً .. روحك تهيمن عليها رغبات الانطلاق نحو الخوضِ ! أنت الجندي الوحيد القادر على إدارة معاركه في هذه الحياة ليبصرَ الطرق الصحيحة ! ويستبصرُ في مخطط كلّ معركة ما يؤول به إلى النصر على كل معوقات الفوز.. حياتك أنت هي خاصّتك .. وهي معركتك التي لن تنتهي إلا مع آخر نبضٍ لك ! أنت فيها القائد وأنت صفوف الجيش ! وعقلك غرفة العمليات لإدارة المعركة ! أكثر شيء تحتاجه في خوض غمارك هي المعرفة ! معرفة نفسك..! وأن تؤمن بأن المعرفة أساس السعادة والنجاةِ والنجاح .. كل خطوة تخطوها في حياتك هي حدثٌ .. فاقرأ الخطوات قبل حصول الأحداث..! وراقب نفسك أكثر من مراقبة الآخرين.. تعرّف على مواضع ضعفك و قوتك .. عالج عيوبك ..! ثم تقدّم بثقةٍ ووعي وإيمان نحو الساحات .. المواجهة ديدنك ؛ لأن النصر طموحك ! من لا يواجه لن ينتصر ! وإن وصل بلا مواجهة شجاعة وحاسمة ؛ فسيكون وصولًا فيه قصور تظهر تبعاته في غدٍ غير بعيد ! ستمرُّ في رحلة المعركة بفتوحات وهزائم ! ستتغلغل هزائمك مع فتوحاتك في صدرك .. وستعانق عواصفها وعواطفها روحك .. وستدوّن في ذاكرتك كلّ فتح وهزيمة باسمه وتاريخه.. انتقم من شدائد معاركك بالنسيان .. وأبدأ من جديد ، فأنت الجندي الذي سيصنع من النسيان لها مخططًا جديدًا للنصر ! لا أحد سيهتم بحجم احتدامك مع كل انكسار ! الجمهور عادةً يشارك فرحة الانتصار ! لكن لا يهتم بتفاصيل الخطّة ! لذا حارب لأجلك وبقلبٍ محشو برغباتك فقط.. ولا تهتم بالمتفرجين ذوي السهام الناقدة.. وإن كان ولا بدّ فعليك بمرتادي ميدان التجارب ، استعن بهم بعد الله.. وإياك و كثيري الأحلام وقليلي النفاذ ! فهم يأملون ولا يعملون ! ولتجعل قيمتك وثقلك في كل معركة (أنني بإذن الله مُنتصِر ، حتى وإن حُرمت ! فسأجعلُ من الحرمان منحة ربما تصنع تاريخًا) لا تكُنْ فقيرًا في تحفيز قيمة نفسك ! ولا متقشفًا في أهمية وجودك ! كُنْ في عين نفسك الأهم والمهم ! ولا تضيّع عمر المعركة في انتظار المستحيل أو حصول معجزات الخيال ! (طفولتك وشبابك و نضجك و شيخوختك) اصنعْ من تدرُّج العمر تاريخًا يُحكى .. تاريخًا أبيضًا تؤخذُ منّه التجارب والمآثر ! حتى إذا فنيت يُبكى بعدك كلّ تاريخ صنعته ! جاهدْ أن تنتهي القصّة بالنهاية التي رسمتها منذُ البداية ! جهادك لتحقيق أحلامك سينجح حتمًا إذا أحببتَ ذاتك ! تُحب..ثم تمنح..وتناضل ثم تحاول حتى تحقق ما تريد .. فالحُبُ أصل العطاء ومنبعه ومورده.. متى ما أحببنا أنفسنا سنعطيها وسنلبي نداءات الأمنيات فيها حتى نحول أمانيها إلى واقع ! واصلْ إدارة معاركك.. فالحياة تستحقك وأنت تستحق الحياة ! الكاتبة / مها بنت محمد البقمي من كتابي : على جناح الحب