✒بينما الحديث يدار والأصوات ترتفع والأنظار تنتقل في أرجاء المكان والفكر يبدو مشغولاً للسباق باختيار عبارات منمقة تسقط في القلوب قبل العقول , فقد نجد أيضا آخرون يظهر في ملامحهم بوادر الدهشة والغرابة ويخيم عليهم الصمت . هكذا نحن البشر نختلف في كل شي في الملامح والصفات والتصرفات وحتى في طريقة التفكير . وقد ينظر البعض للأمور ببساطة ولكن البعض يرونه بمنظور آخر يكسوه تفسيراً وتحليلاً وتنبئا وقد ينحني لمنحى آخر . تمر بنا العديد من الأحداث وقد تصل بنا إلى التدقيق والتحديق في كل كلمة وفي كل صغيرة وكبيرة تقال وكأنها مقصودة وقد يدب في النفوس أموراً قد تبقى في النفوس ويستغلها بعض أصحاب القلوب الضعيفة التي تتمنى لهم كل شر وعدم الاتفاق ولكن عندما نقف وقفة جادة مع أنفسنا ونفكر ملياً في عمل عكس ذلك , فمثلاً أن نأتي للشخص ونختار الكلمات المنمقة التي تسبق حديثنا وذكر محاسن هذا الشخص ثم نبدأ معه الحديث بنبره هادئة ونوضح له ذلك ثم نسرد العتب بطريقة يتقبلها الشخص لأنه ربما لم ينتبه لتصرفه او أنه الشخص نفسه أساء التفكير ؛ لذا وجب علينا أن نتعلم الإرتقاء في الفكر وحسن النية قبل إطلاق الأحكام لنسأل أنفسنا هل نحن نختلف لنتفق ؟ أم نتفق لنختلف ؟ لو وجدنا إجابة على هذا السؤال لأحسسانا براحة وتغيرت نظرتنا للأمور ولم يتبقى بقلوبنا أي ذرة شك أو حتى حقد. فالاختلاف شيءٌ طبيعي ففي الاختلاف تتضح بعض الأمور العالقة وقد يؤخذ منه فكرة وينجلي منه أمور كثيرة لنتذكر أن أسوء العقول هي من تحول الأختلاف إلى خلاف. فلو وضعنا أمام أعيننا أنه ليس مهم أن نتفق المهم أن لا نختلف .. وأن الإنسان بطبيعته له فكره ورأيه وانه من الواجب علينا احترام ذلك. هذا ما يقوله غوستاوف لبون في كتابة الآراء والمعتقدات ، فالمجتمع ليس عبارة عن أشخاص يختلفون بتربيتهم وأخلاقهم فقط، بل بصفات انتقلت إليهم بالوراثة على الخصوص . قال روبرت هينلبن لن اتعلم ابداً من شخص يوافقني الرأي. ماأجمل ان يكون شعارنا تعالوا نختلف.. تعالوا نتحاور.. وقد نتفق.