✒شئنا أم أبينا أسهمت التكنولوجيا المتطورة بسرعة نشر المحتوى سواء كان هادفًا أم غير هادف، وأصبح الجميع يملك جهاز الهاتف المحمول الذي يوفر إمكانية إنشاء المحتوى سواء كان مصوراً أم مكتوباً ونشره في فضاء واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ليشاهده آخرون خلال دقائق .. ولكن المحتوى المنشور سلاح ذو حدين إما أن ينفعك في دينك ودنياك، إن أحسنت استثماره واستخدامه واتقيت الله فيه وجعلته نصب عينيك، وراقبته في كل حرف أو نظرة أو تغريدة أو مشاركة، بخلافه ذلك سيكون وبال عليك وستندم على كل لحظة قضيتها فيه .. لذا يا صاحب المحتوى الهادف، ويا من يغرد بما ينفع الناس ويكتب عن هموم الحياة لينير طريق اليائسين والبائسين، مهما قيل عن محتواك، استمر، فهناك من يتابعك بصمت ويستفيد منك بعمق ويفرح لك من القلب .. أرجوك لا تتوقف لقلة المتابعين أو جفاء المتفاعلين، ولا تحبطك أرقام غيرك بكثرة المتابعين، أو تعاملهم مع محتواك الهادف بصورة لا تعجبك، واعتبر أن محتواك هو إرث تتركه بعد رحيلك وعمل ستحاسب عليه أمام رب العالمين .. ترويقة: أصبحت الشهرة سهلة المنال ولا سيما لمن يقدمون محتوى "غير هادف"، وصارت وسائل التواصل عامرة بكثير من الأسماء المشهورة، بغير محتوى جاد وهادف .. وتنبأ الرسام الأمريكي آندي وورهول قبل خمسين عاماً بظهور ما يشبه الوسيط الإعلامي ليوفر حلم الشهرة السريع للأشخاص العاديين، وهم لا يستحقونها، عندما قال: "في المستقبل، سيتمكن الجميع من أن يصبحوا مشهورين شهرة عالمية خلال 15 دقيقة فقط" .. ومضة: يا صاحب المحتوى الهادف استمر كما أنت بنشر محتواك الهادف، وأترك لنفسك أثراً طيباً قبل رحيلك، وما يُدرِيك؟! لعلَّ أحدهم ينتفعُ بمنشور لك وأنت لا تعلم!! كما قال زُبيد الكوفي: "سمعت كلمة فنفعني الله بها ثلاثِين سنة".. السير: (5/297).