✒قال تعالى : { هن لباس لكم وأنتم لباس لهن } الحياة الزوجية السعيدة ، المحفوفة بالحب والإهتمام ، هي مُنى و حُلم كل المتزوجين ، الذين أقدموا على الإرتباط ببعضهما متنازلين عن الكثير من الحريات ومستعدين لمختلف التضحيات ، الحياة الزوجية باختصار هي شخصان غريبان عن بعضهما ؛ مختلفان في كثير من الأمور ؛ في مرحلة ما من حياتهما قررا بأن يتشاطرا زورق الحياة معاً ، مجدافي الزورق هما الحب والإهتمام وشراعه المودة ، قد تصفوا لهم الرحلة ولكن هذا لا يعني بأن أمواجها لن تثور في مرحلة ما ، الحياة الزوجية ليست نعيماً دائماً بالعكس فقد تكون جحيماً غائماً ، إذا لم يحرص الطرفين على التجديف معاً ليصلا بأمان إلى جزيرة الزوجية الهادئ حيث الخضرة و الأزهار و الحياة المشرقة ، و عليهما أن يدركا بأن الرحلة لا بد أن يتخللها شيئ من الحزن والألم ، وبالطبع لن تخلو من السعادة والأمل ، و على قدر تنازل كل واحد منهما عن بعض الأمور التي قد تعرقل المسير سيستمر الصفاء ويستمر العطاء ؛ و عليهما أن يتفقا منذ البدء على قيادة زورقهما معاً متزودين بالحب والإهتمام والتقدير والعطاء والإحترام والثقة ليستمرا بالتقدم نحو الحياة الزوجية الآمنة !! و في هذا الموضوع لنا في هديه صلى الله عليه وسلم الكثير الكثير ، لو أننا فقط نطبق ما جاء به سيد الخلق و عمِلنا بوصاياه الكريمة لنا ؛ لضمِنا الحياة الزوجية الرائعة التي يتمناها و يحلم بها الجميع ، لنقف برهة على هدي النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ولننهل من ذلك الشهد و نتنعم بذلك الجمال حين نطل على ذلك المنزل الصغير المتواضع الدافئ ؛ من كوة فتحتها لنا أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها حينما سألها الناس : ماذا كان يصنع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيته عندكِ ؟ فأجابت رضي الله عنها : " كان رسول صلى الله عليه وسلم أَلين الناس ، وأكرم الناس . كان رجلاً من رجالكم ؛ إلا أنه كان ضحاكاً بساماً ، كان يكون في مهنة أهله ؛ يخصف نعله ، ويرقع ثوبه ، ويخدم نفسه ؛ فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة ". أنا خيركم لأهله ( حب ) ؛ رفقاً بالقوارير ( رحمة ) استوصوا بالنساء خيراً ( اهتمام ) . سأختم المقال ؛ بأجمل مثال وأُسدل الستار ؛ لننعم بالوقار من سيرة أنبل الرجال .. فليس بعد هديه صلى الله عليه وسلم للحديث مجال. حروفي