✒إن بعض الشخصيات في عصرنا الحاضر تكون في حالة من القلق والتوتر المرضي الذي يؤثر عليها جسديا ونفسيا ويعكر عليها الباقي من حياتها على شيء ليس بيدها . فالقلق والتوتر مرض العصر الذي نلاحظ أنه ينهش في الأرواح كالسوس الذي ينخر في العظام ، فأما قلق على ماضي قد مضى بخيره و شره لكنه لازال حيا في الذاكرة ، أو على مستقبلا مجهول خيره و شره لا يعلمه إلا الله ومن رحمته بعباده جعله مُغيب عنهم . منذ فترة قرأت كتاب بعنوان ( كيف تتخلص من القلق وتبدأ حياتك ) للمؤلف ديل كارينجي كتابا رائع ومفيد تناول فيه طرق التخلص من القلق والاستمتاع بالحياة ، وقد اعجبتني فيه العديد من العبارات منها ( أغلق أبواب الماضي ، أغلق أبواب المستقبل بنفس القوة والإحكام ، إن المستقبل هو اليوم ...) . يقصد بها المؤلف أن الماضي والمستقبل ليس من أملاكك الحالية ، فالشيء الذي ملكك هو حاضرك (آي يومك المكون من الأربعة وعشرين ساعة فقط ) . لذا عزيزي القارئ القلق المتوتر تحتاج أن تجلس مع ذاتك جلسة حقيقية تكون صادقا فيها مع نفسك وتطرح عليها هذا السؤال الجوهري هل بيدك إرجاع الماضي أو علم المستقبل ؟. حينها ستكتشف أنه ليس من أملاكك الماضي ولا المستقبل ، والذي فعلا من أملاكك هو حاضرك الحالي الذي تعيش فيه فهو الذي تستطيع تغييره للأفضل والاستفادة منه للتخطيط الجيد لمستقبلك وتطوير ذاتك وغيرها من الأمور التي تُريدها في حياتك . لذا عليك ترك القلق والتوتر جانبا ، ويكون كل تركيزك وطاقتك على حاضرك والاستمتاع بكل تفاصيله فهو ملكك . صدق المؤلف توماس كارلايل حين قال ( يجب أن نهتم فقط بما هو بين أيدينا بالفعل ) يقصد بذلك أن الموجود بأيدينا في الحاضر آي اليوم الذي يبدأ منذ استيقاظنا من النوم.