✒هي تلك الحروف التي لامست حزناً فبددته ، وهماً فازاحته ، وكرباً ففرجته أو خففت وطأته على الروح والقلب ، وهي تلك الحروف التي اشعلت همة فبلغت بها المعالي واستقرت ، وهي الحروف النقيه الصادقة التي تنمي الفرح وتنشر السعادة والانس والمحبة فتألفها القلوب والارواح. وهي تلك الكلمات التي أوصانا بها الله تبارك وتعالى فقال في محكم تنزيله { وَقُولُوا۟ لِلنَّاسِ حُسْنًا } و هو اللين في القول، والمعاشرة بحسن الخلق. وفِي هذه الآية بين فضل الإحسان في القول ومكانته. فإياكم والبخل في طيب الحروف والكلمات فإنها تأخذ بمجامع القلوب والارواح وهي خزائن خير عظيم في تلك الارواح فكم لهج بسببها اللسان !! ثناءً ودعاءً ومحبة ! وكم حركت النوايا الطيبة فذكرت باصحابها فكان لهم في كل عمل اخروي نصيب ! فهذا يتذكر صاحبه الذي غمره بطيب حروفه وعباراته فتحرك قلبه له وجاد بما في يده وجعل له نصيباً من وقف يكون أجره إلى قيام الساعه راجياً له ولاخيه من خزائن رحمته سبحانه الشي الكثير ولسان حاله ربي هذا اخي شد من أزري واثلج صدري وازاح همي وسدد رايي فيارب هذه مكافئتي له وأنت أولى واجزل بالعطايا له ، فتهدأ روحه ويُسر قلبه لانه ابتهل لمن يجازي بالحسنى ! ولمن هو رحمن الدنيا والاخرة ورحيمهما ! ولذلك يا أحبة لا تجعلوا حروفكم وكلماتكم باهته دون لون ولا طعم ولا رائحة !! عودوا أنفسكم فكما انكم تحبون سماع الطيب من الكلام فغيركم قد يكون اشد حاجه له فلا احد يعلم خبايا النفس وهمومها واوجاعها فرب حرف صادق صادف جرح غائر في الروح فعالجه وطيبه ! . ورب حرف آثم اصاب روح طيبة فسبب لها جرح نازف تاثرت به الهمة وضعفت العزيمة وانطوت الروح وخبت انوارها. ختاماً اجعلوا حروفكم وكلماتكم باقية عطرة فواحة بالذكر الحسن ونقاء السريرة.