** كنت ذات مساء أصغي السمع لرجل كبير في السن وهو يوعد احد ابنائه باعطائه مبلغاً ان ذهب الى حيث رغب.. وعلى شفتيه ابتسامة مخادعة!! ** قلت له: هل أنت صادق فيما اوعدت به هذا الفتى من هذا المبلغ أم أنه كلام لا معنى له.. وانت تعرف أن ابناءنا يتخذون من أقوالنا نبراساً مضيئاً يضيء حياتهم (المستقبلية) التي نرجو أن تكون مشرقة وضاءة. ** واردفت بشيء من التفاصح.. لاسيما إننا أمة مسلمة أنزل الله علينا - جل شأنه - كتاباً مقدساً كل حروفه وكلماته تقدم على الصدق والوضوح ونقاء السريرة. ** واردفت جادا.. لاسيما أن حبيبنا الغالي محمد (صلى الله عليه وسلم) وصف دوماً حتى من أشد أعدائه والشاكين في رسالته بإنه الصادق الأمين الذي لا ينطق عن الهوى. ** ولكن (المذكور) عفى الله عنه.. امتعض وتقلصت الكلمات على شفتيه قائلاً: أنت تدرس في مدرسة أم أنك خطيب في مسجد واردف وبصوت خامل مبهوراً بذكاء اخرق.. نحن يا هذا في عصر كل ما فيه يقوم على الكذب وعلى الخداع جاي انت - ما مقصوص الجناح - تحاضر عن الوفاء والصدق وحسن التصرف. ** قلت له: رغم أنك شتمتني.. فإنني ساسامحك راجياً من الله أن يثبني خير الثواب ولانني أحب أن نكون جميعاً من الصادقين الفاهمين المعبرين عن روح الاسلام ومبادئه التي أشادها رب العالمين ونفذها بإخلاص أيضا حبيبنا الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم وسوف أقرأ عليك هذه الرسالة التي حفظتها عن ظهر قلب من لسان أبي الغالي رحمه الله رحمة واسعة. أكرر.. و(هو المدفون) بجوار الرسول ببقيع الغرقد .. قال رحمه الله معجباً ومشيداً وعلى وجهه علامات التسامح والحب وصفاء النفس. كتب اعرابي لابنه وسمعه يكذب: "يا بني عجبت من الكذاب المشين بكذبه"انما يدل على عيبه ويتعرض للعقاب من ربه.. فالآثام له عادة.. والاخبار عنه مضادة إن قال حقاً لم يصدق.. تصوروا أن أراد خيراً لم يوفق.. لماذا فهو الجاني على نفسه بافعاله.. والدال على فضيحته بمقاله فما صح من صدق نسب الى غيره.. وما صح من كذب غيره نسب إليه.. ** فهو كما قال الشاعر: حسب الكذوب من المهانة بغض ما يحكي عليه فاذا سمعت بكذبه من غيره نسبت اليه يا أمان الخائفين وحسبنا الله ونعم الوكيل جدة ص.ب 16225