من كان يتخيل أن تتوقف أسراب العربات وقائديها عبثاً اوضرورة شباباً أو جادين نسائاً مفتوتنات بالسماح أو بالرخصة، من كان يحلم أن تهدأ المدينة ليستريح وجعاً اومزاجاً، مَۤن مِن المتشائمين حزناًأوجنوناً قال لصاحبه بعدصلاةجامعة في مسجديملؤه التقى والفرح بأن هذه الفريضة آخرصلاةنصليهافي كل المساجد والجوامع إلى أن يقضي الله أمراً، من كان يُسرف بالخيال ليجعل شوارع المدينة تشبه أشجار الريف عندما تقبض عليها ليالي الصيف صمتاً وتؤدة، من كان يضج قبحاً عندما يتخيل أن هناك ما يمنعه من معاودة لياليه بحرية شرقاً وغرباً ليستقر كيفما أراد ضحكا ولعباً ولهواً، من كان يظن أن يسجن بلا ذنب او خطيئةفي بيته وبإرادته، من كان يتبادر إلى ذهنه أن تُشل حركته بمشيئته المخنوقة من الذهاب إلى أمه، من كان يخامر عقله شك موظفاً او عاملاً بإن باب جهتة أومؤسسته موصودٌ إلى أجل بلا إجازة خطها بيده أوخطتهايد التكنلوجيا، من كان يفكر من طلابنا الأوفياء بأن عليهم التوقف فجأة عن التعلم والدرس، من كان يسمح لخياله بالإبحار بأن لاأحدلاأحد، من كان يظن أنه سيضيق من الزحام ذرعاًمن أجل أن يصل فقط إلى المتجرليأخذ حاجته قبل أن تغرب الشمس في شعبان وليس رمضان،من كان يسمح لعقله تمرير أن عليك أيها الرضي أن تقف أمام والدك مسلماً صوتاً فقط دون أن تطبع قبلتين على قمة رأسه ويده اليمنى التى بذلت في وقت مضى مافي وسعها من تضحيات وربما تنازلات لتعيش بهناء وسعادة، أما انا فأجزم أن لا أحد منا كان يفكر فيما سبق ولو نزراً لإننا ببساطة لا نستطيع تجاوز الغيبات وهذا منتهى حدود الإنسان السوي إلى أن جاء هذا الفيروس الطاغي فألجمنا قصراًوأحزننا تقييداً ولكنه علمنا دروساً ربما لم تمر على دفاترنا الصغيرة أوالكبيرة يوماًما اللهم اكشف عنا الغمة.