✒ هذه الكلمة بمناسبة إثارة مسألة الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، كتبتها قبل بضع سنين ، وأكرر إبرازها بتكرار مرور المناسبة. فإن الرسول صلى الله عليه وسلم في وُجداننا جميعا واحتفالنا به صلى الله عليه وسلم على مدى ساعات استيقاظنا في الليل والنهار ، من خلال قراءتنا سيرته وأحاديثه والصلاة والسلام عليه ، وتخصيص جزء من صلاتنا له( الصلاة الإبراهمية ). أما الاحتفال بمولده الشريف، ففضلا عن كونه مستحدثا، لم يفعله صلى الله الله عليه وسلم، ولم يأمر به، كما لم يفعله خلفاؤه، فإن فيه معنى الاستدراك على المشرع بتشريع مالم يشرع، عدا عن كونه يحمل معنى مؤلما لكل مسلم وهو : أنه يحمل معنى الاحتفال بموته صلى الله عليه وسلم، لأن يوم مولده الشريف، هو نفس يوم موته الحزين المحزن . ولو تأمّلنا الاحتفالات التي تجري في عامة المناسبات، نجدها لا تجري إلا لأحداث لا تمر إلا بعد فترة من الزمن، بهدف التذكير وتجديد العهد بالمحتفى به. وأما بخصوصنا نحن المسلمين، فمتى نسينا رسولنا صلى الله عليه وسلم حتى نحتاج إلى من يُذكّرنا به في يوم محدد من أيام العام لا يتكرر إلا بعد ثلاتمائة وستين يوما ؟!! في الغرب ومن يسيرون في فلكه، يخصصون يوما في العام لتكريم الأم والاحتفاء بها، والسبب أن الأم عندهم منسية، ولا يتذكرونها ولا يبرونها إلا في ذلك اليوم من العام..! وأنا هنا أسأل عن حاجة من أمه في وجدانه، بره لها بالليل، متصلٌ ببره لها بالنهار... أسأل عن وجه حاجة ذلك الشخص إلى أن يخصص يوما في العام لبر أمه، بعد تخصيصه العام كله ، والأعوام جميعاً لبرها ونيل رضاها ؟!! ومع كل ما سبق ذكره، فإني لا أرى محذورا شرعياً من تخصيص خطبة الجمعة مثلا وغيرها من المناسبات لذكر جوانب من السيرة النبوية العطرة بمناسبة مرور ذكرى مولده عليه الصلاة والسلام، بمنأى عن بعض المظاهر الاحتفالية التي هي إلى التهريج أقرب، مثل الضرب بالدفوف، والحركات الهستيرية ، والقيام المتكرر، ونحوها من الاختراعات التي ما أنزل الله بها سلطانا. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعه أجمعين،،