تباينت آراء العلماء والدعاة حول مسألة إقامة الموالد النبوية استلهامًا بذكرى النبي صلى الله عليه وسلم واستذكار لسيرته العطرة حيث يحتفل في مثل هذه الأيام جمع من المسلمين بالمولد النبوي، يقيمون فيه المناسبة بالابتهالات والأدعية والأناشيد وإقامة المهرجانات المختلفة احتفاء بذكره صلى الله عليه وسلم مستلهمة الدروس المستفادة من سيرته صلوات الله وسلامه عليه . وحول رأي العلماء والدعاة حول هذه المسألة في إقامة هذه الشعيرة استلهامًا بذكراه صلى الله عليه وسلم فقد انقسمت آراؤهم بين مؤيد ومعارض ، فيما التزم آخرون الصمت وعدم الإدلاء برأي حولها واعتذر عن ذلك كل من الشيخ عبدالوهاب أبو سليمان والشيخ عبدالمحسن العبيكان والدكتور عبدالله المصلح والدكتور عابد السفياني والشيخ عبدالله بصفر. - بداية شدد عضو هيئة كبار العلماء الشيخ صالح الفوزان على بدعية الاحتفال بالمولد النبوي ، وعلى استلهام واستذكار سيرته صلى الله عليه وسلم في هذا اليوم تحديدا. فيما قال الدكتور محمد النجيمي : إن العبادات توقيفية كالصلاة والدعاء والأعياد، متسائلا عن الاحتفال بالمولد النبوي أليس هو احتفالا دينيا؟ ، مشيرا الى أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : (من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد) ، وقال : ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) ، والرسول صلى الله عليه وسلم لما جاءه الصحابة وهو في المدينة يحتفلون بأعياد قديمة في الجاهلية قال لهم ( إن الله قد أبدلكم خيرا منها عيد الفطر وعيد الأضحى )، ولما جاءه رجل يريد أن يذبح بمكان يسمى (بوانة) فسأله : أكان هذا المكان معبودا أو عيدا لهم قالوا: لا فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم : إذًا فأوفِ بنذرك. - من جهته قال الشيخ أحمد قاسم الغامدي : إن الاحتفال بالمولد ليس من هدي سلف الامة ولا من عمل المصطفى ولاشك أن تخصيص يوم من السنة بطاعة من الطاعات احتفالا بمولده صلى الله عليه وسلم يشمله قوله صلى الله عليه وسلم:(من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو ردّ ) .ولاشك ان هناك من العلماء من أجاز الاحتفال بمولد النبي باعتبارات اضافية منها التشجيع على حب النبي وتعليم سيرته ومدحه ونشر فضائله ولو يوما من السنة وهو يوم مولده ولم ينظروا إلى أصل تشريع الشارع من عدمه وإنما نظروا الى ما يعتقدونه من فوائد يعود بها على ذلك الاحتفال وهذا فيما اعتقد محل الخلل لدى من قال بمشروعية هذا الاحتفال. - وفي المقابل عرج الدكتور عبدالإله العرفج على فضائل هذا اليوم والدروس المستفادة منه فقال: الدروس المستفادة من هذه المناسبة أولا : ضرورة التركيز على السيرة النبوية لتكون منهج حياة واقعيا يعيشه المسلم بمعنى أن هناك الآيات والأحاديث النبوية وهي عبارة عن هداية وتوجيه المسلمين وقد يسأل سائل أن هذه مثاليات نستطيع تطبيقها فلكي يتأكد لنا من صحة تطبيقها وإمكانية ذلك ننظر إلى سيرة النبي صلى الله عليه وسلم نجد أنه كما قالت عنه أمّنا الصديقة : (كان خلُقه القرآن) كان أسبق الصحابة فيما يأمرهم من أمر أو ينهاهم عن أمر كان أسبقهم صلوات الله وسلامه عليه إليه. فالسيرة النبوية في حقيقتها هي تطبيق واقعي للدين كاملا ، فنستلهم هذه المعاني من خلال هذه المناسبة بذكراه. والأمر الآخر في مناسبة الاحتفال : أن تكون سيرته صلى الله عليه وسلم وتطبيقاته وحياته هي قدوتهم والأسوة الحسنة التي يقتدون بها خصوصا في هذا الزمن الذي كثرت فيه الفتن والقدوات غير الصحيحة .