سعدت مساء هذه الليلة الموافق30 رجب 1439 بالمشاركة في حضور حفل التخرج لهذا العام والمنعقد في رحاب الجامعة بمحافظة رفحاء لتخرج العديد من الطالبات وتتويجهن في ليلة يملؤها الفرح والسرور.. وإن هذه الحفلات هي من أبسط الحقوق التي يُعبر بها عن الفرح بالإنجاز والوصول إلى نهاية المطاف ؛ وما ذلك إلا نتاجُ حصاد سنوات العمر والتي قضتها الطالبة خلال تلك الأيام والشهور والسنين ما بين يقظة صبح ؛ وخطوات المسير إلى صُروحِ التعليم ؛ والسهر في ليالي الإمتحانات للوصول إلى أعلى الدرجات من أجل تحقيق الطموح والذات . مما جعل الكثير من الطالبات يعشن في مضمار الحياة يواجهن فيها العديد من التحديات ؛ لتصلَ الواحدة منهن إلى لحظة النهاية (التخرج) وهي البدايةُ في مسيرة الحياة المستقبلية . وإن هذا اليوم التاريخي الذي تتربعُ على عرشه الخريجه بعد أن حققت مبتغاها ووصلت لإنجازها لتعيش فيه تلك السعادة بكل معانيها ؛ وقد بدأت مشاعر الفرح تعلو وتختلط بالحزن ؛ وابتسامة السرور ترتسم على المُحيا مترجمة لهذا الشعورٌ المبهج والذي تتناثر منه الدموع تعبيراً عن ما تكنه خلجات القلوب من مشاعر وأحاسيس قد لا تصفها إلا من عايشتها حقيقة ولسان حالها يقول: صدحتْ زغاريد النجاح ورفرفتْ في الأفْق أفراح الدنا بتخرجي* وتلألأتْ كل العيون سعيدة ً شوقاً إلى يوم الهناءِ المبهج ِ وشفاه كل الناس تهمس فرحة ً مزدانة َ البسمات في يوم شج ِ عانقتُ كل أحبتي كفراشةٍ بين الزهور لكل حب أرتجي أمي .. أعانقها .. أقبل كفها والدمع خط ّ دروبه بتدحرج ِ أستاذتي .. شكراً وألف تحيةٍ فلأنتِ بحر قد زهى بتموج ِ بوابة ُ الدنيا أتيتُ وفي يدي مفتاح أفْق ٍ مستفيض ٍ أبلج ِ وأتيتُ في شغف ٍ أدافع قاربي كلُّ العلوم ببحر شوقي فامزجي أدعو الإله بأن يوفق مقصدي ويزيلُ عني كل أمر لجلج يا إخوتي هيا اطلقوا زغرودة ً لتبشروا الدنيا بيوم تخرجي فهذا العرس التعليمي لن يصله إلا من شمر عن سواعده بالجد والاجتهاد والمثابرة في طلب العلم والصبر عليه . وإن من وصلوا لهذا النجاح والتفوق من الفتيات هن من نضجوا في كنف الأسر الداعمة والمشجعة للطالبة (الخريجة) من أجل تحقيق الطموح لها والصبر معها لقطف ثمار تلك الجهود والوصول إلى ذلك المبتغى. فشموخ الطالبة في هذا اليوم المعرفي يهدى إلى من أرست بها في سواحل التعليم وبنت لها مجداً تتفاخر به مستقبلاً ؛ تلك هي "المعلمة" القدوة والأستاذة في تلكم الجامعة من غرست في نفسها مبادىءُ التعليم وقيمه وغذت لهم العقول من أجل بناء ذلك المجتمع والنهوض فيه . إن الخريجة اليوم تعيش شعوراً لايترجم يفوق بوصفه الخيال وقد صعدت سلم الطموح من أولى درجاته لتصل إلى هذا اليوم الذي تقطف فيه ثمار جهدها وتعبها وترتدي وشاح التخرج لتعتلي منصة التتويج . ولم يتحقق هذا التوفيق والنجاح إلا بفضل من الله تعالى وبرحمته (قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون) وبالتوكل على الله عزوجل وبر الوالدين ؛ وذلك حينما تتجلى لنا مظاهر البر والحنان بمن جعلت لهن الجنان تحت أقدامهن فكان المكان يمتلئ بالزغاريد من تلكم الأمهات لتفيض مشاعر الفرح والسرور لفلذة كبدها وتتوجها بالزهور. فمظاهر الفرح تلك من الأمهات قد تذرف منها الدموع لتبين لنا بأن الأمهات هن بداية الطريق إلى النجاح بعد العون من الله تعالى . وقد لا نجد في هذا العصر وطن كوطننا الغالي الذي أعطى للتعليم حقه فشيد الجامعات وكان من بينها هذا الصرح التعليمي الشامخ(جامعة الحدود الشمالية) والتي سخرت كل إمكانياتها من أجل استقطاب العديد من الكوادر المتميزه للنهوض بالطالبات والدفع بعجلة التنمية والتطور لهذا المجتمع : محبوبتي ياكرام القوم جامعة أهوى مرابعها أهوى زواياها فتلك جامعة الشمال يعرفها قوم لهم ذكريات في حناياها ولن تقف المسيرة التعليمية عند مجرد "التخرج" فقط ؛ فالجامعة ماهي إلا بوابة انطلاق للعلم فلا بد من إستكمال الخطى للوصول إلى مراحل التعليم المتقدم واستكمال الدراسات العليا من أجل تطوير الذات وتحقيق الطموح ودعم المجتمع علمياً ومعرفياً . وإن إستكمال التعليم الأكاديمي قد لا يتسنى للكثير من المتخرجات بسبب ظروفهن العائلية ولكن باستطاعتهن غرس ذلك في نفوس الأبناء ودعهم من أجل مواصلة التعليم وعدم الوقوف عن تحقيق الطموح. والحياة مدرسة أكاديمية عريقة قد تعلمك مالم تستطيع أن تصنعه بعض المؤسسات التعليمية في داخل أروقتها إلا ماندر ؛ وتقدم لك من الدروس والعبر الشيء الكثير والذي ينبغي الاستفادة منه وتعليمه للأجيال القادمة .