سرَى قَلبي يُحلِّقُ في الغَمامِ ليَحْملَهُ إلى البلَدِ الحَرامِ ويسْكبُ عِشقَه في كلِّ رُكْنٍ ويسكنُ في الحَطيمِ وفي المقامِ لقد لبَّى الفؤادُ فزاد شَوقي لأسعَى بين حُجّاجٍ كِرامِ وأرمُلُ في الطواف وفيه أرْنو لمغفرةٍ تُحققُ لي مَرامي وِسرتُ على هُدَى الرحمنِ أسْعى لمكةَ في هِيامِ المُستهامِ ألبِّي للإلهِ وقدْ حَدَاني خشوعٌ في بُكاءٍ في غَرامِ تَداعتْ مُهجتي ودموعُ عيني فهلّتْ فوق خَدّي في سِجامِ وسِرْتُ مُكبِّراً لله ربّي يُسابقُ صوتُ تهليلي كلامِي ويهْتفُ عالياً في كلِّ وادٍ صدَى صوتي ومن فوق الأكامِ وفي عَرَفاتِ سارتْ بي رِكابي ومن بين الحجيجِ وفي الزِّحامِ وحلّقتْ القلوبُ وشعَّ منها سَنا التوحيدِ في أعلى مَقامِ أتينا رغْبةً شُعْثاً وغُبْرا ولكنّا كأنوارِ الظلامِ فَربُّ العالمينَ بِنا تَباهَى مع كُلِّ الملائكةِ العِظامِ وينْزِلُ في سما الدنيا نزولاً يَليقُ به.. لِيغْفرَ للأنامِ ومن لبَّى وحجَّ بِلا فُسوقٍ بِلا ذَنْبٍ يعودُ.. على التَمامِ ولو أنّ الشبابَ يعودُ يوماً لكُنتُ من الحَجيجِ بِكُلِّ عامِ شعر رافع علي الشهري 1438/12/5 للهجرة