(من السهل جداً إيجاد ووضع نظاماً،ولكن من الصعب جداً تطبيقه عملياً على أرض الواقع كما هو أحيانا).ًوالسبب في ذلك من حيث وجهة نظري يعود إلى عدة نقاط أهمها:1- إما الجهل بالنظام،وبآلياته ولوائحه وكيفية تطبيقها. 2- أو عدم الرضا أو القناعة بالنظام مطلقاً سواء بسبب أو بدون سبب. 3- وكذلك عندما يكون النظام متعارضاً ومتصادماً مع المصالح الشخصية أو الخاصة.4- وأخيراً الاجتهادات الفردية،دون الرجوع إلى النظام. ومع حدوث أو وجود أحد تلك النقاط أعلاه،فعلينا أن نثق تماماً بأن المخرجات في الأخير ستكون رديئة وغير مجدية ولن تكون أيضاً مُرضية إلى حد ما،أو حتى نافعة،وستنعكس سلبياً،وحديثي هنا فقط حول ما سمعنا عنه في الأيام الماضية(مطاردة العمالة السائبة،وقص رخص إقاماتهم)وبالمثال يتضح المقال. عندما يتخرج أحمد من الجامعة أو من إحدى المراحل الدراسية،ويبدأ في الرحلة التي ليس لها محطة وصول محددة في أغلب الأحيان،في البحث عن وظيفة ليلتحق بها،كي يبدأ حياته العملية والإجتماعية،ويكون عنصراً فاعلاً ومنتجاً في المجتمع،ولكنه سيفاجئ بأن مدة البحث ستطول بلا فائدة،خاصة بعد انتهاء سنة كاملة ولم يعد مستفيداً من برنامج حافز،فقام بالمحاولة مرة أخرى وفكر هذه المرة بالانخراط في سوق العمل،وعمل مشروع تجاري صغير،وبرأس مال بسيط. بدأ أحمد مرحلة الكفاح من الصفر وقام باستئجار دكان صغير عبارة عن (محل للحاسب الآلي وصيانته)وبدأ بتجهيزه بكامل التجهيزات الضرورية من (أعمال ديكور- شراء سلع- توفير أثاث-أدوات...الخ)وبعد أن أنهى تلك التجهيزات،توجه إلى البلدية لاستخراج الرخصة المهنية(وبعد معاناة وطول انتظار)حصل على الرخصة المهنية،ومن ثم توجه مباشرة إلى (مكتب العمل والعمال)وما أدراك ما مكتب العمل والعمال!! لاستخراج تأشيرات عمل للمحل،وكانت حاجته فقط إلى اثنين فنيي صيانة،وإلى اثنين بائعين.وعندما قدّم جميع الأوراق المطلوبة،وبعد طول انتظار(قام خلالها بدفع الإيجار النصف سنوي للمحل مرتين قبل افتتاحه)ذهب مرة أخرى لمراجعة مكتب العمل وفوجئ بمنحه تأشيرة عمل واحدة فقط،وبدون أسباب منطقية أو واقعية وكذلك دون أن يقوموا بعمل دراسة لمعرفة مدى حاجة النشاط الفعلية على أرض الواقع... عندما يحدث هذا لأحمد ولغير أحمد الكثير،سنجد أن السبب هو بأن النظام لم يطبق حسب النظام!حينها سيلجأ أحمد وغيره إلى البحث عن العمالة السائبة وتشغيلهم لديهم وبأعلى الأثمان،وعندما يقومون بتشغيل تلك العمالة السائبة،يكون بهذا قد انفتح باب سيصعب إغلاقه،ألا وهو}كثرة وتكاثر العمالة السائبة {ليحضوا بفرصة العمل لدى أحمد وغير أحمد ليحصلوا على مثل هذه الأجور المرتفعة،ومن هنا تبدأ المشكلة تتفاقم وتتراكم لسنين طويلة حتى أصبحت اليوم ظاهرة،دون تحريك ساكن من قبل الجهات المختصة طيلة تلك السنوات،لولا ظهور ما عرف بتسلل الأثيوبيين عبر الحدود،حينها بدأت الجهات المختصة وتريد بين ليلة وضحاها،محو هذه المخالفات المتراكمة من عدة سنوات،دون تخطيط مسبق أو تطبيق متدرج لا يضر بمصلحة المجتمع والوطن داخلياً وخارجياً! أعزائي القراء،تهمني أرائكم وتعليقاتكم،لنصل معاً إلى حلول منطقية لهذه التساؤلات الحقيقية!! س/ هل السبب الرئيسي والمباشر،في تواجد هذه العمالة السائبة وتزايدها هو؟ 1- الشاب أحمد 2-العامل نفسه 3-الجهات المختصة 4-لا ندري. س/ هل ترى أن قيام أحمد بالتستر على العمالة السائبة لديه تصرفاً سليماً؟ س/ هل الحل المنطقي لإبعاد ومعالجة ظاهرة العمالة السائبة والقضاء عليها هو؟ 1- تصحيح أوضاعهم.2- قص إقامتهم وترحيلهم.3- تركهم. 4-لا ندري. س/ هل ترى بأن مشكلة العمالة السائبة لها تأثير على البطالة بين الشباب وما مدى هذا التأثير؟ س/ هل مازال محل أحمد يمارس نشاطه حتى الآن،أم قد طاله مقص الرقيب وقام بقص إقامات عمالته السائبة إلى نصفين،وما هو مصير نشاط أحمد؟ الكاتب/ عبدالله بن سلمان السحاري