حينما تريد أن تتجول في عدد من مزارع محافظة الاحساء الكثيرة متفقدا بيوتها القديمة والمهجورة متجها إلى مزارع الهجر الممتدة حتى تصل الى يبرين والخن فلا تستغرب إذا شاهدت العمالة الوافدة والهاربة مختلفة الجنسيات خصوصا الأفارقة منهم، وهو ما يخيل لك أنك في أماكن زراعية يملكها الأجانب، وفي حقيقة الأمر هي أماكن زراعية يملكها عدد من أبناء الوطن وبإدارة أجنبية، والمشكلة الأهم من ذلك أن هذه العمالة عندما تراك أول مرة تحسب لك ألف حساب خوفا على حالهم من أن تكون أحد الذين يبحثون عن عمالهم الهاربين، عمالة سائبة تنتظر عملا بعد ان استقدمت بدون وظائف بعد أن أصبح مسلسل هروب العاملين أمرا عاديا بالنسبة لهم، وبعد أن تمسكنوا وتمكنوا من تحقيق مرادهم بالاتفاق مع عصابات مختلفة وافدة يتنقلون من مكان إلى مكان بعد أن وجدوا من يتستر عليهم ويضمهم للعمل عنده مقابل السكوت عنهم، على الرغم من الجهود الكبيرة التي تبذلها المديرية العامة للجوازات والتحذيرات من إيواء مخالفي نظام الاقامة في المملكة العربية السعودية أو أولئك الهاربين من كفلائهم، إلا أن هناك تجاهلا كبيرا، فبعض الأماكن وبعض الهجر البعيدة ومزارعها الكبيرة أصبحت أهم الأماكن التي يلجأ إليها هؤلاء العمالة للتستر على أنفسهم، بل إن هناك من يستطيع أن يصل إلى مناطق ومدن أخرى بطرق مختلفة تدبر من قبل عصابات ويتنقلون بحرية أخذوا ينتشرون في أرجاء المنطقة وبشكل كبير جدا منهم من جاء عن طريق التهريب ودون اقامة نظامية ومنهم من هرب من كفيله بحثا عن مكان آخر ، من أجل البحث عن لقمة العيش والعمل في أي شيء من الزراعة والرعي والأعمال المختلفة وهذا ما أكده بعض العمالة المخالفة للنظام أو حتى الهاربون . وما بين العمالة الهاربة من الكفلاء وبين العمالة القادمة عن طريق التهريب أو القدوم من أماكن مختلفة يعيش الكثير في هاجس الخوف على أنفسهم من خطرها. أجبرتهم ظروفهم المعيشية الصعبة في بلادهم على ذلك والبحث عن العمل ولقمة العيشعمالة قادمة بالتهريب يقول حزام المري : هناك عدد من العمالة الوافدة خصوصا الأفارقة منهم الذين يتواجدون بكثرة في الهجر ومزارعها من جنسيات صومالية وسودانية وارتيرية وغيرها يؤكدون لنا أنهم قدموا للمملكة عن طريق التهريب حتى وصلوا إلى هذه الأماكن، مشيرين إلى أنهم لا يملكون حتى ما يثبت الاقامات التي تسمح لهم بالقدوم وأنهم اعتبروا الأمر بمثابة المخاطرة بعد أن أجبرتهم ظروفهم المعيشية الصعبة في بلادهم على ذلك والبحث عن العمل ولقمة العيش ، وقال : لابد من محاسبة كل من يساهم في عملية التهريب أو التستر على مثل هؤلاء العمالة الذين أصبحوا يشكلون الهاجس الأكبر والمخاطر. بحث عن عمل يقول سعد حمد : هناك عمالة وافدة تأتي إلى المملكة من أجل أداء الحج أو العمرة، وبمجرد أن ينتهي منها يعمل جاهدا على أن يبقى في المملكة من أجل الاستقرار والبحث عن عمل خصوصا ممن يكون في حالة صعبة فتجده يفضل البقاء وينتقل من مكان إلى آخر من أجل تكوين المال ولفترة طويلة خصوصا بعد ان يعرف الأماكن على الرغم من الدور الكبير الذي تقوم به إدارة الجوازات ومن هنا لابد لنا أن نكون متعاونين في التصدي لمثل هذه الأمور خصوصا أن الجهات المسئولة تقوم بعمل جبار وملموس. العمالة الهاربة هاجس كبير أبدى عدد من أصحاب المؤسسات ، وكذلك المزارع والمهتمون بعملية التشغيل للعمالة في مجالات مختلفة تذمرهم الشديد لما وجدوه من مشكلة وظاهرة هروب العمالة للعمل في أماكن مختلفة تاركين أماكنهم الرئيسة، ومؤكدين أن هناك عمالة لم تهرب إلا بتشجيع وتحفيز وإغراءات من أماكن أخرى جعلتها تترك العمل وتسبب كثيرا من المشاكل للمكان الذي تعمل فيه ، وكذلك تعطيل سير العمل، وإدخال الكفيل في مشاكل كبيرة لعل أهمها عملية البحث والانتظار ومن ثم التقدم ببلاغات وغيرها من الأمور. مناظر مريعة الصياح: نكثف الزيارات التفتيشية لمراقبة البيئة التي يعمل بها العامل تساءل الكثير كيف يمكن للعمالة الوافدة أن تتنقل من مكان لآخر دون أن يتم اكتشاف هذه العمالة وهل يمكن أن تكون هناك أيادٍ خفية للتستر على هؤلاء العمالة الهاربة ومساعدتهم في التنقل. ولعل المشكلة الأهم أن أغلب العمالة الهاربة تجد إقاماتهم بحوزتهم ولذلك يمكنهم التنقل من مكان لآخر بحرية. وفي سؤال وجه إلى عبدالعزيز الدوسري مدير مكتب مواقف التاكسي حول عملية نقل الركاب من الاحساء إلى أماكن أخرى قال انه لا يتم الموافقة على نقل أي راكب سواء سعودي أو غيره من العمالة أو العاملات إلا بوجود ما يثبت ذلك من بطاقة أو اقامة وهذا أمر متعارف عليه. في حين يطالب عدد من سائقي سيارات الأجرة اخذ الحيطة من السيارات الخاصة التي تقوم بتصرفات غريبة وعشوائية من خلال نقل الركاب والعمالة بدون أي إذن وتراخيص وربما أن ليس لديهم أي إقامات تذكر وهذه احدى أهم المشاكل لنقل العمالة من مكان لآخر. وفيما يخص العمالة الوافدة وهروبها إلى أماكن أخرى قال عبدالرحمن الصياح مدير مكتب العمل والعمال بمحافظة الاحساء: تنقسم العمالة الهاربة إلى قسمين، عمالة هاربة بتحريض من الآخرين، وعمالة هاربة من سوء التعامل معها ومن جهتنا نكثف الزيارات التفتيشية لمراقبة البيئة التي يعمل بها العامل، ومدى مطابقتها لما ينص عليه نظام العمل، حتى لا تحدث حالات هروب للعمالة، كما أن المكتب يحرص على عدم وجود قضية للعامل الهارب قبل المصادقة على نموذج البلاغ بجميع أقسامه، وذلك لمعرفة حالة العامل قبل إصدار بلاغ الهروب. جهود الجوازات ليست هي الحل الوحيد سوء المعاملة وعدم الالتزام بدفع الرواتب الدافع لذلك وهناك تعاون بين المكتب وإدارة الجوازات بالمحافظة في هذا الشأن للحد من ذلك ، وقد صدر قرار معالي وزير العمل 1428ه الذي ينص على ما يلي : أي منشاة أو فرد يقوم بتشغيل أو إيواء عامل أو عاملة متغيب عن عمله (هارب ) من العمل ، لدى صاحب العمل يمنع من الاستقدام لمدة سنتين ، يتم التنسيق مع الجهات المختصة لترحيل أي وافد يقوم بالنقل أو المساعدة بالتشغيل أو المساعدة على الهروب لأي عامل أو عاملة . ومابين هروب العمالة وأيضا بعض الخادمات يتساءل الكثير عن الأسباب المؤدية لذلك وهل يمكن حلها بعد أن كشف عدد من العمالة وأيضا بعض الخادمات أن سوء المعاملة وكذلك عدم الالتزام بدفع الرواتب والمستحقات في وقتها ، وأيضا وجود بعض المؤسسات الوهمية من اجل الكسب والتي يدفع ثمنها العمالة حيث يصبحون في وضع غير قانوني وليسوا هم السبب في ذلك ، فهل يمكن محاسبة المتسبب في هذا الهروب . عمالة بالاحساء لنقل المحاصيل بدون كفيل ضرورة التكاتف لتضييق فرص الهروب ويقول سعود فضل رجل أعمال وصاحب مؤسسة : أنا احد المتضررين الذين يعانون مشكلة هروب العمالة إلى أماكن أخرى دون أن نعلم أسباب أو مكان هروبهم مؤكدا أن مثل هذه الأمور والتصرفات التي يقوم بها هؤلاء العمالة تؤثر على سير العمل خصوصا ممن لدية مؤسسات أو مصانع أو مزارع كبيرة وبالتالي لا يمكن تعويض أو سد أماكن العمالة الهاربة إلا بصعوبة، وقال إن هؤلاء العمالة دائما ما يهربون إلى أماكن مجهولة إما تجدهم يعملون لأنفسهم ولحسابهم الخاص أو تجدهم يعملون بالقطعة اليومية ومن هذا المنطلق لابد من تكاتف الجميع للإبلاغ عن مثل هذه العمالة التي طبعا عندما تهرب تختار الأماكن البعيدة للهرب بعيدا عن أعين من يعرفونهم . ويبين محمد حسن صاحب مؤسسة انه احد المتضررين من عملية هروب العمالة بسبب الاغراءات من أماكن أخرى وقال إن هناك عشرة من العاملين عندي هربوا إلى منطقة الرياض للعمل بها وطبعا كانت اقاماتهم معهم وقد فوجئت بهربهم للرياض وترك المؤسسة وعلى الفور تقدمت ببلاغات إلى مكتب العمل والعمال والى إدارة الجوازات من اجل إخلاء مسئوليتي ، وقد تسبب هذا الهروب في عملية إيقاف نشاط المؤسسة ما يقارب أربع سنوات وأيضا أصبحت في مشكلة كبيرة مع زبائن أخرى واضطررت لدفع غرامات مالية بسب تأخيري عن العمل في بعض المباني التي لم يتم انجازها بحسب الوعد المحدد ، كل ذلك بسبب هروب العمالة التي فوجئت أنهم في الرياض بعد أن تم القبض عليهم بعد ما يقارب سنتين ونصف وعلى الفور طلبت ترحيلهم إلى بلادهم . هروب العمالة ويقول أبو عبدالرحمن إن مسلسل هروب العمالة من الكفلاء أصبح أمرا معتادا عليه وأصبح متعارفا عليه فالعامل بمجرد أن يصل يبدأ عملية التخطيط ، ما بين الاعجاب والرفض ، ويسعى للتعرف على عمالة أخرى تساعده على الهرب إلى أماكن أخرى يستطيع من خلالها العمل في شيء وهذا ما هو حاصل وقال مكاتب الاستقدام تقوم بمهمة جلب العمالة واستخراج التأشيرات وبالتالي تنهي مهمتها وتبدأ الأمور كلها هاجسا على الكفلاء خوفا من هروب عمالهم الذين يخضعون لعملية الإغراءات، اذا ما وجدوها من أناس آخرين فيفضلون الذهاب إليهم والعمل عندهم وترك كفلائهم الأصليين دون أي مراعاة للأنظمة . انتشار الأمراض بينهم لان منهم من ظل فترة بدون الخضوع لفحص طبي ومنهم الذين يهربون من أعمالهم ويتركون الفحوصات الطبية ومن هذا المنطلق نطالب بتدخل عاجل وفوري للجهات المعنيةالمزارع مأوى لهم وقال صالح السهلي العمالة الوافدة وخصوصا الهاربين منهم دائما ما يكونون متواجدين في المزارع والبيوت القديمة والمهجورة والتي يتخذونها أماكن ومأوى لهم ولسكنهم ويستطيعون أن يتكيفوا معها ، والمشكلة أننا نسمع عن تزايد هذه الأعداد وهو ما يؤكد قدوم خطر بسبب انتشارهم ونحن نقدر عمل ودور الجهات المختصة في المديرية العامة للجوازات ونطالب بالعمل على تكثيف الحملات الأمنية من اجل ضبط المخالفين والعمل على ترحليهم ولعل اللافت للأنظار أن هناك عمالة صغارا في السن لا نعلم من أين قدموا. الخوف من انتشار الأمراض ويقول محمد الشاهين إن المشكلة الأخطر هي الخوف من انتشار هذه العمالة الهاربة وانتشار الأمراض معهم لان منهم يظل فترة بدون الخضوع لفحص طبي ومنهم الذين يهربون من أعمالهم ويتركون الفحوصات الطبية ومن هذا المنطلق نطالب بتدخل عاجل وفوري الجهات المعنية، كما أننا نطالب الأهالي والمواطنين بالتعاون في عملية سرعة الإبلاغ عن هذه العمالة والتحذير من التعامل معهم بأي شكل من الأشكال كما انه من المهم أن يكون هناك إرشادات وتوعية للمواطنين في البيوت والمدارس حتى يتم القضاء على هؤلاء المخالفين فنحن نعلم ما تسببه من أضرار ومشاكل.