بدأت وزارة العمل منذ عدة أشهر،جاهدة في إيجاد البرامج،والحلول،والأنظمة،والحوافز،وتفعيلها،وكل ذلك من أجل إحلال،وتوطين،وسعودة الوظائف والمهن التي يمكن شغلها بشباب سعوديين،وتوظيفهم بعد تدريبهم،وتشكر الوزارة،على الجهد المبذول،لخدمة المجتمع،وخاصة فئة الشباب،فكان من ضمن هذه البرامج،التي أطلقتها الوزارة،البرنامج الشهير الذائع الصيت،بين العرب والعجم،(برنامج نطاقات)والذي تم تطبيقه أولا على المنشآت الكبيرة،ومن ثم على المنشآت المتوسطة،خلال الفترة الماضية،ومثله مثل أي برنامج،له ما له،وعليه ما عليه،من الناحية الإيجابية،أو السلبية،وطبق على أرض الواقع،وكانت بداية تطبيقه على المنشآت الكبيرة،فمنهم من أخذ بزمام هذه المبادرة بالتعاون،والمشاركة،سواء بالتوظيف المباشر،أو بالتدريب المنتهي بالتوظيف،أو إقامة مراكز اجتماعية لتدريب،وتعليم الشباب السعودي،وتأهيلهم لسوق العمل...الخ،وفي المقابل،لم تستطع أغلب المنشآت المتوسطة،والصغيرة،الوقوف أمام هذا البرنامج وتقبله،وأصبحت منهارة أمامه،وهذا مما لا شك فيه يعود لأسباب عديدة ومختلفة، فكان من الأجدر على وزارة العمل،، تأخذ بيد تلك المنشآت التي تعثرت،ولم يعد بوسعها التمشي،والتعايش وذلك بدراسة المسببات،ودراسة مدى ملائمة البرنامج لمنشأة دون أخرى،والعمل على حلها،لتستطيع الوقوف والنهوض على أرجلها من جديد،حيث أن البرنامج لم يكن متوافقا مع بعض الوظائف،والمهن وطبيعة عملها،مثل قطاع المقاولات ومن حيث المبدأ(لا أشك بأن ملاك وأصحاب هذه المنشآت هم قادرين،ويستطيعون التعاون والمشاركة في التنمية الوطنية،بتوظيف أبناء وطنهم،ولا يفعلون)؛وإذا نظرنا من منظور آخر،لو جدنا أن مالك تلك المنشاة هو في النهاية مواطن،وهذا لا يتنافى مع أهداف الوزارة الرئيسية،التي وضعتها،وتعمل من أجلها،ألا وهو"توطين الوظائف"وأن لا تغيب عن بعض المنشآت الكبيرة،بل العملاقة،وخاصة الشركات الأجنبية،وتتأكد بالتزامهم،ومدى تطبيقهم لهذا النظام،وعدم التساهل معهم،في حالة مخالفتهم وفقا لنظام،إلا أن تتأكد من نجاح التجربة،ونرى ثمارها،ونتائجها الإيجابية،ومعرفة السلبيات لتفاديها وحلها مستقبلاً. ولكن،لا هذا ولا ذاك،بل الطامة الكبرى،عزم الوزارة تطبيق برنامج نطاقات على المنشآت الصغيرة و(التي يقل عدد عمالتها عن تسعة عمال)ومعاملتهم مثلهم مثل المنشآت الكبيرة،بضرورة توظيف شاب سعودي على الأقل،أو تصبح المنشأة داخل النطاق الأحمر،وعليه لن تستطيع عمل أو إكمال معضم الإجراءات،كالتجديد،أو التوسع في النشاط ..،فتصبح النتيجة معاكسة تماما للهدف المنشود{وسيصبح صاحب هذه المنشأة الصغيرة،التي كانت في يوم من الأيام،مصدر دخله الوحيد،عاطلا عن العمل،أما من ناحية عماله،فلا خوف عليهم،فسيتجهون مباشرة الى السوق السوداء،وتقوم باحتضانهم أحدى كبريات الشركات ال........!!،للعمل لديها،وذلك بسبب غياب مقص الرقيب،كما ذكرت آنفا...(الرصاصة التي لا تصيب تدوش). وبالمثال يتضح المقال،لنفترض جدلا بأن طوني،يملك محلين لتصنيع،وبيع المعجنات،بالإيجار السنوي البالغ(42000ريال)!،ولديه ما بين الأربعة،إلى الخمسة عمال،!راتب كل واحد منهم (1200ريال-مع السكن-والسفر-...)!ويتراوح الدخل الشهري للمحلين ما بين(20000وال24000ريال)...الخ ،ولديه الالتزامات التالية،قيمة الإيجار الشهري+رواتب العمال+قيمة الفواتير الاستهلاكية+رسوم كروت العمل-2500ريال للعامل+قيمة إيجار سكن العمال-إن لم تكن مرفوعة من مالك العقار-....الخ،فلنفترض أن طوني قام بسداد التزاماته،وما بقي لديه،نسميه الدخل الصافي للمحلين(......ريال)،س/هل يستطيع طوني أن يقوم بتوظيف شاب سعودي لديه براتب شهري يتراوح ما بين(2500إلى3000ريال)؟وهل يوجد أمان وظيفي،ومستقبل مضمون؟ إن لم تستطع حل المسألة حلا صحيحا،وبمعادلة خاصة،ليكون الجواب،نعم يستطيع،بشرط أن تشرح طريقة حلك للمسألة،خطوة خطوة!!فإنك لن تستطيع: - حل وفهم أسئلة واختبارات(القياس)!!. - وإذا لم تخرج بنتيجة عالية في اختبار (القياس)،فلن يتم قبولك في الجامعة!!. - وستكون بلا مؤهل عالي حينها،وعليه لن توظفك الشركات ال(.......)التي أشرت إليها في الأعلى!بحجة أنك لا تملك مؤهلات أو خبرات!! س/فهل سترضي بعد هذا كله،بعرض طوني الذهبي،وتقبل أن يعطيك(200إلى300ريال)شهريا،ليكون صديقا وفياً،ومخلصا وطنياً،ل(برنامج نطاقات)،وليصبح نظامياً،وفق أنظمة وزارة العمل؟ همسة /جاءني اتصال من أحد مسئولي مراكز تدريب الحاسب الآلي المعروفة،(لقد ربحت معنا،وتم اختيارك،لفوزك بجائزة،وجائزتك،عبارة عن دورة مجانية لمدة 6أشهر في الحاسب الآلي،لك أو لأحد أفراد عائلتك)،وكان شرطهم ،أن يبلغ عمر المستفيد ثمانية عشر سنة +وأن لا يكون موظفاً!! الكاتب/عبدالله بن سلمان السحاري