أخاف على أعضاء مجالسنا المحلية من “العين" وأخاف عليهم من مضايقة مجلس الشورى وهيئة مكافحة الفساد والمجالس البلدية بحثاً عن دائرة ضوء على حساب هذه المجالس المحلية التي سيطرت على كل الثقوب والعيوب ولملمت الأوراق ولم تترك لا شاردة ولا واردة “عيني عليهم باردة"! في كل منطقة مجلس محلي يحل جميع العوائق ويتصدى لكل المشكلات، لذا بدت مدننا بدون حفريات ولا نفايات ولا مشروعات متعثرة، فماذا بقي لهيئة مكافحة الفساد؟ وماذا يفعل مجلس الشورى في جلساته؟ وكيف تتحرك المجالس البلدية، مادامت المجالس المحلية حلت كل المشكلات وسيطرت على كل العوائق وأوقفت كل مقاول متهاون عند حده ومزقت العقدة من منشار المشروعات؟ تصوروا المجلس المحلي يتكون أعضاؤه من مديري الإدارات نفسها التي تشرف على احتياجات المنطقة ومشروعات المنطقة! فمن يحاسب مَن؟ نفس المسؤول في الجهة الرسمية مرتز على كرسي عضوية المجلس المحلي، وكل مدير إدارة له علاقة بالآخر، وكل مسؤول يداري على السلبيات لأن سكوته في جلسة اليوم يحميه من حصار الأسئلة في جلسة الغد. تشكيل المجالس المحلية من مديري الإدارات يكرر مشهد الخلل عندما يحدث في أي جهة رسمية وتبادر بالتحقيق الداخلي، وآخرها مؤسسة سكك الحديد بعد فضيحة القطارات الجديدة وتوقفها عن الخدمة من أول مشوار فتم تشكيل لجنة داخلية تحقق مع نفسها! متى يتم تشكيل المجالس المحلية بالانتخابات كما هي المجالس البلدية؟ ومتى يكون لأعضاء الجمعية التأسيسية في كل منطقة صوت مؤثر يصل لإعفاء أي عضو محلي أو بلدي من منصبه؟ أسأل فقط ولا أنتظر الإجابة لأنها لن تأتي. صالح الحمادي