حين نبذ المجتمع السعودي الحر, عبدالله القصيمي وعبدالرحمن منيف وقذف بهما في زبالة الخزي والعار والالحاد,خارج الحدود كان يعلم أنهما لن يعودا إلا تائبَين أيبيَن وأن فكرهما لن يلج الوطن إلاخلسة وتدليسا وليس ذلك إلا مع الملحدين والمنافقين والمارقين ! وهاهما قد هلكا ولم يتوبا ولم يؤبا, غير أن البعثيين لفكرهما الشيطاني يريدون أن يستيقظ ويُبعث وتتفتح له الابواب, وتُنصب له المنابر وتُدعى اليه النخب من الخاصة والوجهاء,وينبري المفكرون للترحيب به وطرح رؤاه وأفكاره,ويتقدم الادباء لقراءة أوراقه!! إنها لعمر الله سقطة كبيرة,قد وقع فيها نادي القصيم الادبي,ولن يخرج من تبعاتها الاجتماعية أبدا,سيما في أوساط الشريحة الكبرى وهي المحافِظةُ على الدين والقيم الحميدة. وتالله أنها لجرأة لم يسبقه على فعلها أحد,حتى من أولئك الزنادقة المشهورين والتغريبيين المعروفين,وزوار السفارات اللبراليين وإن كانوا هم المعدون لمائدة القصيم الادبية في المطابخ المغلقة ومن وراء الكواليس لكي تُقدم طبخات المنيف والقصيمي المنتنة المتسممة,وهم الذين أوقعوا إدارة النادي في حبائلهم,سواءا بعلم من النادي أو بجهل منه...ليكون هوالذي يكتسي الفضيحة أمام الناس! لقد مرتْ بنا في هذا الوطن العزيز فترات ذهبية نقية,فترات صافية في المعتقد والعبادة والوطنية,لايعكرها معكر ولاينغصها منغص حين كنا نقول للمسيء أسأت وللمحسن أحسنت,وحين كنا نُسكتُ الرويبضة الذي يتكلم في أمر الدين بلاعلم,وحين كان تراب الوطن لايقبل أن يمشي عليه الملاحدة الدهريون ولا الضالون الغير معاهدين ولا مستأمنين. لقد غادر القصيمي والمنيف هذه البلاد منذ مايقارب نصف قرن ولم يبكِ عليهما السماء ولم تندبهما الارض,بل تبرأت منهما الاشجار والاحجار والدواب,ولوأمسك الناس بهما لكان جزائهما جزائا مهينا,ولكفانا الله قراءة أوراقهما الالحادية النتنة في نوادينا. لقد نسي الزمان هذين الضالين ونسيهما الناس,ولايعرفهما إلا القليل كالمفكرين والدعاة والاكاديميين,الذين يعلمون أن شرهما عظيم فصمتوا عن ذكرهما,لآن مجرد التحدث عنهما فيه شيء من العار. بيد أن نادي القصيم الادبي أخذ على عاتقه بعث فكرهما من جديد وإعلام من لم يعرفه بعد,وجعله أطروحة من أطروحات النادي الادبية الفكرية,وهذا يعني أن أوراقهما مقبولة,علما أنها أسوأ من أوراق ابليس وفرعون وأبي جهل وأبي لهب, وأتمنى ألايكون إنتمائهما المناطقي أحد الاسباب الرئيسية لهذا البعث, وكفانا الله شر يومٍ نَجدُ ناديا يقول دعونا نطرح أوراق أبي جهل فهو عربي مثلنا! ومن البديهي أن نتسائل فنقول أي أوراق تريد أن تطرحها على طاولة البحث الادبي يانادي القصيم الادبي, أهي ورقة القصيمي من كتابة(العالم ليس عقلا) الذي قال فيه ليبين لقراءه مدى جرأته على الله(أنا الله ربكم الاعلى) أم هي ورقة كتابه(يكذبون كي يروا الله جميلا) والذي يسخرفيه من العبادة والتوحيد,أم هي من(فرعون يكتب سفر الخروج)الذي يجعل فرعون فيه محقا وعظيما,أم هي من كتابه(الانسان يعصى ليصنع الحضارة)والذي يخيّر فيه المسلمين أما أن يبقوا متخلفين مع عبادتهم لله أو يصنعوا الحضارة ويعصوا مع العصاة,وهذا هو الآسلم لهم والاجدر..حسب زعمه؟ أم انها من كتابه(الكون يحاكم الاله) وكتابه(ايها العقل من رأك) وهو يعني من الذي رأى الله,وكتابه(لئلا يعود هارون الرشيد) ويعني بهارون الرشيد,حكم الاسلام,ودولة الخلافة؟! وما هي الورقة الادبية الرائعة التي تستأهل الطرح من كتب عبدالرحمن منيف,أهي من (مدن الملح) التي أظهر فيها المجتمعات الاسلامية في السعودية من أسوأ المجتمعات في العالم,مدعيا فيها استبداد الحكام وشيوخ القبائل متهما اياهم بالسحر والشعوذة واستحياء النساء, والتي تُرجمتْ لعدة لغات بتنسيق صهيوني عالمي من أجل الصد عن الاسلام,وقد كان لها أثر سلبي بليغ,فقد أُسْتغلتْ في الغرب مسرحيا وفنيا للاساءة للمسلمين في كل مكان! أم سوف يطرح النادي ورقة المنيف من كتابه(شرق المتوسط) التي تنادي بالحرية المطلقة,التي يجب ألا يكون لها حدود لينام, الحاكم والمحكوم نوما هنيئا على حد زعم المنيف؟! ماكنت أود أن أعرض شيئا مما قال القصيمي والمنيف,إحتراما للقراء الكرام,واحتراما للجينيات والقائمين عليها,ولكن نادي القصيم يقول قد أعددنا أوراقا لهما,وسمو نائب أمير القصيم وفقه الله يقول لايشرفني حضور أوراق القصيمي والمنيف,فأردت أن يقول المجتمع السعودي.. ونحن ايضا لايشرفنا أن نسمع أطروحات القصيمي والمنيف,ونحن منهما براء!!! وهذه ورقة من أوراق القصيمي إقرأوها واحمدوا الله الذي جعلكم مسلمين واسألوه الثبات على الحق المبين,والحقيقة أني قد ألغيت كلاما للقصيمي,أسوأ مما سأورده هنا,خوفا على مشاعركم الكريمة يقول القصيمي تحت عنوان ( لماذا يسارع المتخلفون إلى الدخول في الإسلام) ؟ ) أعلن النبي محمد أنه آخر الأنبياء وانه بمجيئه قد اغلق أبواب السماء لئلا تتصل بالأرض أو تتحدث إليها بالأسلوب الذي تحدثت به إلى الأنبياء بعد أن قرأ ورأى وعرف ضخامة وفظاعة عدوان السماء على الأرض وتشويهها لها بإرسال من تسميهم بالأنبياء إليها .. بعد أن عرف قبح عدوان الأنبياء على الأرض لمعرفته بقبح عدوانه هو عليها . فالنبي محمد يعني إعلان خطيئة مجيء الأنبياء والنبوات وأعلان التوبة الصادقة الحاسمة من ذلك مع كل الاعتذار إلى الحياة التي ما أقسى أطول ما تعذبت وتشوهت وقبحت وتقبحت وجهلت ورذلت ونذلت وهانت وحقدت أبغضت بمجيئهم ومجيئها أي بمجيء الأنبياء والنبوات ! لو كان الإله يعاقب الوثن على قدر كونه وثنا لما وجد أو عرف عقابا يكفي لمعاقبة النبي العربي ولمعاقبة النبوة العربية ! هل يمكن تصديق بأن وثنية التوحيد هي اضخم الوثنيات وبان جميع الوثنيات لا تستطيع أن تنافس الوثنية التي جاء بها نبي التوحيد محمد معلما ومنفذا لها ؟ هل وجد واصف هجا نفسه وموصوفه مثلما فعل محمد في وصفه لإلهه ؟ كيف وصف النبي العربي محمد للإله .. لمكره وخداعه وكيده ولحبه وبغضه ورضاه وغضبه ولسروره وكآبته وعداوته وشهواته وممارساته ... انه لم يوجد ولن يوجد هاج مثل النبي محمد في هجوه للإله ! ولو وجد من يحتاج إلى مزيد من الاقتناع بذلك لوجب أن يقرأ كتاب العرب " القرآن " لتغرق اقتناعا بأن محمد النبي في مديحه للإله ليس إلا شاعرا عربيا يمدح سلطانه ، بل لكي تغرق اقتناعا بأن القرآن هو اشهر وأضخم وأقسى وافدح وافضح كتاب امتداح وهجاء وافتخار وادعاء وبأنه قد كان وسوف يظل بلا منافس في فضحه وافتضاحه.القرآن اقبح وافظع واوقح وانذل الأساليب والصيغ). ويقول ) طبيعة المتدين غالياً طبيعة فاترة فاقدة للحرارة المولدة للحركة المولدة للأبداع ، ومن ثم فانك غير واجد أعجز ولا أوهى من الذين يربطون مصيرهم بالجمعيات الدينية( (وقد اتصف أولئك - أي الغربيون - الذين جاؤا بالمخترعات التي نحيا بها هذه الحياة على حسابها بمعين من هذا الإيمان بالطبيعة ! ... وإن أولئك - المتدينين - يريدون كل شيء من السماء) ) ان المسلمين تعلموا كيف يبغضون العلوم ، والكافرين تعلموا كيف يغزون الجهل( من كتاب هذه هي الاغلال والتناقض ليس نقصاً أو خطأً أو ضعفاً، إنه حركة حياة وكينونة، ورؤية عقلية متجددة مستجيبة ببسالة، إنه كالانتقال من الأمس إلى اليوم.(انتهى كلام القصيمي)! هذه هي الاراق التي يريد نادي القصيم عرضها,ويريد من الامير الشهم الماجد فيصل بن سعود أن يباركها,ويريد من المجتمع السعودي المسلم العريق أن يتقبلها,هذه هي الاوراق التي لايوجد للقصيمي والمنيف غيرها إلا ما هو أسوأ منها,فكل ورقة أسوأ من الاخرى. فأي أدب وأي فكر,تطمح له الاجيال الواعدة من أبناء المسلمين يانادي القصيم,إذا كانت هذه هي أوراقك وهذه هي أطروحاتك؟ لاريب أنك مفلس أيها النادي,إذا كانت القضايا الادبية والفكريةالراقية قد نضبت من أجندتك ومن ملفاتك,ولم يبق لك إلا أوراق القصيمي والمنيف,إلا إذا كنت مغلوبا على أمرك.. فقل ولاتستحي ولاتوجل فدينك وأمتك ووطنك,خطوط حمراء لاتحتمل التجاوز,وإلا فاغلق أبوابك واصرف منسوبيك,اني لك ناصح امين. لقد تبرأ القصيم وأهله من القصيمي والمنيف,وتبرأ الآمير منهما غير أن نادي القصيم قد فتح أبوابه لهما, وتشرف بإطروحاتهما وأراد بعث فكرهما,وهذا وأيم الله أمر مخيف..فهل لهذا الخطر الداهم من مغيث؟ اللهم أغث قلوبنا بالايمان ووفق ولاة أمرنا لردع العابثين بثوابتنا ووطنيتنا وأمننا العقدي والفكري وأمننا العام. رافع علي الشهري [email protected]