تتشكل الحضارة الإنسانية في كل حقبة بناء على القوة العالمية المسيطرة والمهيمنة على العالم وتقوم هذه القوة بفرض كينونتها وقيمها وعاداتها وحتى لغاتها وبعض الألفاظ وبعض الأفكار الشاذة على المجتمعات الاخرى والمحافظة كما حدث في الإستمار الأروبي للمسلمين وتكون الدول التابعة للدول المهيمنة على شقين شق يتبع بمحض الإرادة والتسليم وقد تتحول هذه الدولة المهيمنة في نظرتهم إلى فكرة جبارة يفتخر بها على أمته وتاريخها والشق الثاني يتبع بالقمع وبالقوة الفارضة والعصا والجزرة والسيف واليد وهذا ماتخشاه القوة المسيطرة لأنه سرعان ماينضال ويقاوم هذا التغيير الخطير . فدخل بعض افراد الأمة للأسف في العلمانية لأنهم راوو فيها مخلصا من العبودية الانسانية والاضطهاد البشري والتحررمن الافكار القيمة التي تقييد الناس والافكار الدينية الضابطة لمجتمع في منظورهم وعرفهم ولم يقيسوا هذا النظام الحديث الذي يريدون أن يلبسوه الامة هل هو ناجح ام لا فقط لأنه نجح لدى دول ينظرون إليها بإجلال وتقدير عالي ولم يقيموا هذه الايدلوجية التي يحاولون تطبيقها وإن كان تعبهم سيذهب هباء منثورا وذلك بسبب الدين الضارب بجذوره في أنفس الناس والعادات المخيمة في عقولهم . وقد يكون الحدث الثاني والمهم في التاريخ الإنساني الحديث وأراه العنصر الاساسي في التغيير الانساني الحديث هي الحرب الباردة بين المعسكر الشرقي المتمثل في السوفييت والغربي المتمثل في أمريكا وفي هذه الحرب التي تفتقر إلى السلاح وتقوم على حرب الأقلام والفكر حاول كل طرف منهم جذب العالم إليه وكل يحاول أن يثبت أن نظامه الأفضل للعالم من الشيوعية الإشتراكية والرأسمالية والعالم في ذلك بين مؤيد ومحايد ومعارض ولكن في تللك الحقبة لم ترغم إحدى قطبي الحرب أي دولة كانت على إنتهاج نهجها لأنها كانت مشغولتان كليا بالحرب ومن سيكون المنتصر وما أن خسر الإتحاد السوفيتي في الحرب وأفل نجمه عام 1989 وصعدت الولاياتالمتحدة عرش العالم ونظام الرأسمالي أصبحت القوة التي لاتنازع وهي تحاول منذ تلك اللحظات تطبيق أيدلوجيتها وماترمي إليه من الحرية المالية والإقتصادية والشخصية وتمجيد الفرد وحرية الرأي والديمقراطية في عرفهم وقامت على قمع الشعوب تارة لتطبيق الرأسمالية وفرضها بالحرب تارة كما حدث في العراق وأفغانستان ومازال تطرف الفكرة يذهب بهم بعيدا عما يمليه العقل إلى ممارسة الضغط على دول إسلامية المظهر والمبطن والتوجه والدستور إلى تطبيقها بالدبلوماسية وغيرها مثل الخليج ومصر . ولكن إذا وقف العالم بأسره موقف المتلقي وينظر إلى الرأسمالية نظرة الإستسلام ونظرة القطأة التي يقتنصها العقاب ونظرة المدافع لا المهاجم ولم يقفوا موقفا حازما من التطرف الرأسمالي فإن العالم سيفقد هويته وقيمه الحضارية والراقية وديانته وكل مكوناته الفكرية التي مات من أجلها ويعيش من أجلها وقد يتحول العالم من هول الضغط الامريكي الدبلوماسي والاقتصاد الصاعد إلى إمبراطورية رأسمالية تتلقى الاوامر والتغيير من طرف واحد هي أمريكا والرأسمالية وتصبح حضارة واحدة وتصادر الحضارات الانسانية وقد نستيقظ يوما على صراخ الإعلام الرأسمالي الذكي الذي يحول الحق إلى باطل على أن الاهرامات الفرعونية كانت من فكرة رأسمالية وأن خوفو وخفرع كانوا رأسماليين وقد يقنعون العالم بذلك . على العالم أن يعلم أنه إذا أراد التحرر من الهيمنة الرأسمالية والإنفلات من القبضة الأمريكية أن يبنوا قوة شرقية تعدل الكفة العالمية وقد يقع الإختيار على الصين أو التنانين الاربعة وقد يكون هذا الأمر مجازفة أو قد لايجدي هذا الحل نفعا البتة لأن الصينيين صعبي المراس وصعبي المفاوضات وقد يصدرون الشيوعية إذا إنتصروا أما الحل الثاني فهو أن يثور االعالم ثورة عارمة تجتاح كل العالم ضد النظام الرأسمالي قيادات وشعوب وقد يكون الأنسب وثالثا هو نشوب حرب عالمية ثالثة وأن يكون فيها العرب طرف محايد حتى تميل الكفة لأن الحرب العالمية تأذن بغياب شمس حضارات ودول وأفكار وولادة أخرى وقد يكون هذا الحل مناسبا أيضا ..