ماذا لو تركت جلسات السمر مع الشلة مرة في الأسبوع على الأقل وخصصتها لأطفالك ؟ أم أنك لا ترى بأن سهرة الأب مع طفله أو أطفاله ذات جدوى على الصعيد التربوي ؟ تخيل أنك استدعيت طفلك ليجلس معك جلسة الصديق لصديقه ثم طلبت منه أن يحدثك عن طموحاته وأحلامه وآماله .. هل ستصغي له أم ستزجره كالعادة ؟ كم مرة ضربته فضلاً عن إسكاته كي تصغي للمباراة أو المسلسل أو النت ؟ كم مرة قلت فيها لابنك حينما أفصح لك بأحلامه المشروعة امض لتحقيقها وستجدني إن شاء الله رفيقك الصابر وعرابك المثابر ؟ أتعلم أن مشاريع طفلك التى تراها تافهة بمعاييرك العمرية يراها هو أعظم المشاريع ؟ تخيل أنك حينما رأيت بضع مكعبات ملونة من ألعاب طفلك مركونة بشكل غريب في مكان معزول عن بقية المكعبات ابتسمت له وسألته بحنو عن سرها ، فمن يدري !! لعلها كانت مصانعاً أو مطاراً أو منشأة خاصة لا يعرف سرها سواه ، إياك أن تنهره لأنه بدد ألعابه قبل أن تستفهم منه .. انتظر ألف مرة قبل أن تتهمه بتشويه المنزل كلما لاحت في مخيلته فكرة أراد تنفيذها ، ليتك تتوقف حقاً عن كل هذا .. وتجثو الآن على ركبتيك معه في عرصة البيت وسط كومة ألعابه وتطلب منه أن يمنحك دوراً أو وظيفة في مشروعه الصغير ، تأمل بكل صدق في التساؤلات السابقة واضف لها ما شئت من الأسئلة التي تساعدك على كشف حقيقة العلاقة بينك وبين ابنك . أرجوك لا تختزل التربية في المأكل والمشرب والدفء والعلاج والمأوى .. التربية أشمل من هذا بكثير .. التربية مفهوم يقاس بالانفعال والميول ، فإن كانت طبيعية عند طفلك فأنت تمضي معه في الطريق الصحيح تأمل في ذاتك وانفعالاتك الشخصية وراقب أثرها في انفعالات ولدك ، جرب أن تبتسم وأنت تنظر إليه سيرد حتماً لك الابتسامة .. ليس بملامح وجهه فحسب .. بل سيردها لك على المدى البعيد .. ربما .. بابتسامة حقيقية يبعثها لك من هناك .. من على منصات التتويج حينما أصبحت مشاريعه الطفولية التي شاركت أنت في بنائها خطوة بخطوة حقيقة ظاهرة يشهد بتفردها الزمان والمكان ..حينها تذكر أن البداية كانت جلسة أبوية في عرصة البيت . عبدالرحمن بن ظافر الشهري [email protected]